ج1وج2. كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
كتاب الترغيب والترهيب
الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة
1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر
زاد بعض الرواة والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة
فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منها
قال النبي صلى الله عليه و سلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها
قال النبي صلى الله عليه و سلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من أجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق
فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه فقال أحدهم اللهم إن
كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره إلى أن اشتريت منه بقرا وإنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق
فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة
فذكر الحديث قريبا من الأول
رواه البخاري ومسلم والنسائي ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه باختصار ويأتي لفظه في بر الوالدين إن شاء الله تعالى
قوله وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا
الغبوق بفتح الغين المعجمة هو الذي يشرب بالعشي ومعناه كنت لا أقدم عليهما في شرب اللبن أهلا ولا غيرهم
يتضاغون بالضاد والغين المعجمتين أي يصيحون من الجوع
السنة العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء نزل غيث أم لم ينزل
تفض الخاتم هو بتشديد الضاد المعجمة وهو كناية عن الوطء
الفرق بفتح الفاء والراء مكيال معروف
فانساحت هو بالسين والحاء المهملتين أي تنحت الصخرة وزالت عن الغار
وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
وعن أبي فراس رجل من أسلم قال نادى رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال الإخلاص
وفي لفظ آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوني عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله ما الإسلام قال إقام الصلاة وإيتاء الزكاة
قال فما الإيمان قال الإخلاص
قال فما اليقين قال التصديق
رواه البيهقي وهو مرسل
وعن معاذ بن جبل أنه قال حين بعث إلى اليمن يا رسول الله أوصني
قال أخلص دينك يكفك العمل القليل رواه الحاكم من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران وقال صحيح الإسناد كذا قال
وروي عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء
رواه البيهقي
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم محيط من ورائهم
رواه البزار بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث زيد بن ثابت ويأتي في سماع الحديث إن شاء الله تعالى
قال الحافظ عبد العظيم وقد روي هذا الحديث أيضا عن ابن مسعود ومعاذ بن جبل والنعمان بن بشير وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأبي قرصافة جندرة بن خيشنة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم
وبعض أسانيدهم صحيح
وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم
رواه النسائي وغيره وهو في البخاري وغيره دون ذكر الإخلاص
وعن الضحاك بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تبارك وتعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذه لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا هذه لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء
رواه البزار بإسناد لا بأس به والبيهقي
قال الحافظ لكن الضحاك بن قيس مختلف في صحبته
وعن أبي أمامة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له
فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له ثم قال إن الله عز و جل لا يقبل من العمل إلا ما كان له
خالصا وابتغي وجهه
رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد وسيأتي أحاديث من هذا النوع في الجهاد إن شاء الله تعالى
10 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
11 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله عز و جل فيماز ويرمى سائره في النار
رواه البيهقي عن شهر بن حوشب عنه موقوفا
12 - ورواه أيضا عن شهر عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم
موقوف أيضا
قال الحافظ وقد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد فسبيله سبيل المرفوع
13 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
ذكره رزين العبدري في كتابه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها ولم أقف له على إسناد صحيح ولا حسن إنما ذكر في كتب الضعفاء كالكامل وغيره لكن رواه الحسين بن الحسين المروزي في زوائده في كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك فقال حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبي صلى الله عليه و سلم فذكره مرسلا وكذا رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره عن مكحول مرسلا والله أعلم
14 - وروي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع والعين مقرة بما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا
رواه أحمد والبيهقي وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين
فصل
15 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما الأعمال بالنية وفي رواية بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
قال الحافظ وزعم بعض المتأخرين أن هذا الحديث بلغ مبلغ التواتر وليس كذلك فإنه انفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي ثم رواه عن الأنصاري خلق كثير نحو مائتي راو وقيل سبعمائة راو وقيل أكثر من ذلك وقد روي من طرق كثيرة غير طريق الأنصاري ولا يصح منها شيء
كذا قاله الحافظ علي بن المديني وغيره من الأئمة
وقال الخطابي لا أعلم في ذلك خلافا بين أهل الحديث والله أعلم
16 - وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم
قالت قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
17 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يبعث الناس على نياتهم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه أيضا من حديث جابر إلا أنه قال يحشر الناس
18 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا حبسهم
العذر
رواه البخاري وأبو داود ولفظه إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم
قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم المرض
19 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم
رواه مسلم
20 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه
قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
ورواه ابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه بمثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهما في الوزر سواء
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيما يروي عن ربه عز و جل إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة زاد في رواية أو محاها ولا يهلك على الله إلا هالك
رواه البخاري ومسلم
22 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله عز و جل إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإن أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها اكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
23 - وفي رواية لمسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت
24 - وفي أخرى له قال عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي
قوله من جراي بفتح الجيم وتشديد الراء أي من أجلي
25 - وعن معن بن يزيد رضي الله عنهما قال كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال والله ما إياك أردت فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لك ما نويت يا يزيد ولك ما أخذت يا معن
رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني فقال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته
وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي قالا فيه فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت ثم ذكر الحديث
27 - وعن أبي الدرداء يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه
رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر أو أبي الدرداء على الشك
قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله وستأتي أحاديث من هذا النوع متفرقة في أبواب متعددة من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى
2 - الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئا منه
28 - عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت
قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأالقرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك
القرآن
قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك
قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
رواه مسلم والنسائي ورواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه كلاهما بلفظ واحد
29 - وعن الوليد بن أبي الوليد أبي عثمان المديني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال من هذا قالوا أبو هريرة قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له أسألك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعقلته وعلمته فقال أبو هريرة أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم علقته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكثنا قليلا ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ثم أفاق ومسح عن وجهه فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة شديدة ثم مال خارا على وجهه فأسندته طويلا ثم أفاق فقال حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله عز و جل للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فما علمت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله عز و جل له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان قارىء وقد قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله عز و جل ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل
ذلك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول أي رب أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة قال الوليد أبو عثمان المديني وأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا قال أبو عثمان وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية قال فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاء هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال صدق الله ورسوله ا صلى الله عليه و سلم من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذي ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ورواه ابن خزيمة في صحيحه نحو هذا لم يختلف إلا في حرف أو حرفين
قوله جريء هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد أي شجاع نشغ بفتح النون والشين المعجمة وبعدها غين معجمة أي شهق حتى كاد يغشى عليه أسقا أو شوقا
30 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال
رواه أبو داود
قال الحافظ وستأتي أحاديث من هذا النوع في باب مفرد في الجهاد إن شاء الله تعالى
31 - وعن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح
الإسناد وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب
32 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني
فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلت فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا الكهف 11
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطيهما والبيهقي من طريقه ثم قال رواه عبدان عن ابن المبارك فأرسله لم يذكر فيه ابن عباس
33 - وعن أبي هند الداري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من قام مقام رياء وسمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع
رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والطبراني ولفظه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من رايا بالله لغير الله فقد برىء من الله
34 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره
رواه الطبراني في الكبير بأسانيد أحدها صحيح والبيهقي
35 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من سمع سمع الله به ومن يراء يراء الله به
رواه البخاري ومسلم
سمع بتشديد الميم ومعناه من أظهر عمله للناس رياء أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأشهاد
36 - وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قام مقام رياء رايا الله به ومن قام مقام سمعة سمع الله به
رواه الطبراني بإسناد حسن
وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة
رواه الطبراني بإسناد حسن
38 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من رايا بشيء في الدنيا من عمله وكله الله إليه يوم القيامة وقال انظر هل يغني عنك شيئا
رواه البيهقي موقوفا
39 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات والأرض
رواه الطبراني في الأوسط
40 - وروي عن الجارود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار
رواه الطبراني في الكبير
41 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز و جل أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران
رواه الترمذي من رواية يحيى بن عبيد سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة فذكره ورواه مختصرا من حديث ابن عمر وقال حديث حسن
42 - وروي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكرهون لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الأوسط
43 - وروي عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعوذوا بالله من جب الحزن
قالوا يا
رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة ومائة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال القراء المراؤون بأعمالهم
رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه ولفظه تعوذوا بالله من جب الحزن
قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال أعد للقراء المرائين بأعمالهم وإن من أبغض القراء إلى الله عز و جل الذين يزورون الأمراء
وفي بعض النسخ الأمراء الجورة
ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال يلقى فيه الغرارون
قيل يا رسول الله وما الغرارون قال المراؤون بأعمالهم في الدنيا
44 - ورواه أيضا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم لحامل كتاب الله والمتصدق في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله
قال الحافظ رفع حديث ابن عباس غريب ولعله موقوف والله أعلم
45 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه تبارك وتعالى
رواه عبد الرزاق في كتابه وأبو يعلى كلاهما من رواية إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عنه
ورواه من هذه الطرق ابن جرير الطبري مرفوعا أيضا وموقوفا على ابن مسعود وهو أشبه
46 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من صام يرائي فقد أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك
رواه البيهقي من طريق عبد المجيد بن بهرام عن شهر بن حوشب وسيأتي أتم من هذا إن شاء الله تعالى
47 - وعن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال فقلنا بلى يا رسول الله فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل
رواه ابن ماجه والبيهقي
ربيح بضم الراء وفتح الباء الموحدة بعدها ياء آخر الحروف وحاء مهملة ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى
48 - وعن محمود بن لبيد قال خرج النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر
رواه ابن خزيمة في صحيحه
49 - وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة
رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد له وغيره قال الحاكم صحيح ولا علة له
50 - وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر
قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء
ورواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره
قال الحافظ رحمه الله ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه و سلم ولم يصح له منه سماع فيما أرى
وقد خرج أبو بكر بن خزيمة حديث محمود المتقدم في صحيحه مع أنه لا يخرج فيه شيئا من المراسيل وذكر ابن أبي حاتم أن البخاري قال له صحبة
قال وقال أبي لا يعرف له صحبة ورجح ابن عبد البر أن له صحبة وقد رواه الطبراني بإسناد جيد عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج وقيل إن حديث محمود هو الصواب دون ذكر رافع بن خديج فيه والله أعلم
51 - وعن أبي سعيد بن أبي فضالة وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك
رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي
52 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي
ورواة ابن ماجه ثقات
53 - وعن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال لما دخلت مسجد الجابية ألفينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم بما نتناجى فقال عبادة بن الصامت لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه و سلم قد أعاده وأبداه فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحور منه إلا كما يحور رأس الحمار الميت
قال فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك رضي الله عنهما فجلسا إليه فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا أولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد فقال شداد أرأيتم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له لقد أشرك قال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به قال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن جسده وعمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني
رواه أحمد وشهر يأتي ذكره ورواه البيهقي ولفظه عن عبد الرحمن بن غنم أنه كان
في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيهم معاذ بن جبل فقال عبد الرحمن يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فقال معاذ بن جبل اللهم غفرا أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حيث ودعنا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما تحتقرون من أعمالكم فقد رضي بذلك فقال عبد الرحمن أنشدك الله يا معاذ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صام رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك
فذكر الحديث وإسناده ليس بالقائم ورواه أحمد أيضا والحاكم من رواية عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال دخلت على شداد بن أوس في مصلاه وهو يبكي فقلت يا أبا عبد الرحمن ما الذي أبكاك قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت وما هو قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ رأيت بوجهه أمرا ساءني فقلت بأبي وأمي يا رسول الله ما الذي أرى بوجهك
قال أمرا أتخوفه على أمتي الشرك وشهوة خفية
قلت وتشرك أمتك من بعدك قال يا شداد إنهم لا يعبدون شمسا ولا وثنا ولا حجرا ولكن يراؤون الناس بأعمالهم
قلت يا رسول الله الرياء شرك هو قال نعم
قلت فما الشهوة الخفية قال يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر
قال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد
قلت كيف وعبد الواحد بن زيد الزاهد متروك ورواه ابن ماجه مختصرا من رواية رواد بن الجراح عن عامر بن عبد الله عن الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي عن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية
وعامر بن عبد الله لا يعرف ورواد يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى وروى البيهقي عن يعلى بن شداد عن أبيه قال كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الشرك الأصغر
54 - وعن القاسم بن مخيمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من خردل من رياء
رواه ابن جرير الطبري مرسلا
55 - وروي عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله
لاهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لاوليائك كان أهون علينا قال ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوني اليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتم من الثواب
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي
57 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي يستأكل الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول وعزتك وجلالك أستأكل به الناس قال لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك رياء الناس قال لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك من أردت به أردت به ذكرك ووجهك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبيد بن إسحاق العطار وبقية رواته ثقات والبيهقي عن مولى أنس ولم يسمه قال قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره باختصار
58 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين
يدي الله تعالى فيقول تبارك وتعالى ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك وجلالك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز و جل إن هذا كان لغير وجهي وإني لا أقبل إلا ما ابتغي به وجهي
رواه البزار والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح والبيهقي
59 - وروي عن معاذ رضي الله عنه أن رجلا قال حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت ثم سكت ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي يا معاذ قلت له لبيك بأبي أنت وأمي
قال إني محدثك حديثا إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة يا معاذ إن الله خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض ثم خلق السموات فجعل لكل سماء من السبعة ملكا بوابا عليها قد جللها عظما فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين أصبح إلى أن أمسى له نور كنور الشمس حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا ذكرته فكثرته فيقول الملك للحفظة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري قال ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد فتمر فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية فيقول لهم الملك الموكل بالسماء الثانية قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يبتهج نورا من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فتجاوزوا به إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم
قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كما يزهر الكوكب الدري له دوي من تسبيح وصلاة وحج وعمرة حتى يجاوزوا به إلى السماء الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا ظهره وبطنه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب في عمله
قال وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه على عاتقه أنا ملك الحسد إنه كان يحسد الناس ممن يتعلم ويعمل بمثل عمله وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة يحسدهم ويقع فيهم أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحج وعمرة وصيام فيجاوزون به إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو ضر بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة أمرني ربي أن لا أدع
عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صوم وصلاة ونفقة واجتهاد وورع له دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك فيجاوزون به إلى السماء السابعة فيقول لهم الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واضربوا جوارحه اقفلوا على قلبه إني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي إنه أراد بعمله غير الله إنه أراد به رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصوتا في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله خالصا فهو رياء ولا يقبل الله عمل المرائي قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر لله تعالى وتشيعه ملائكة السموات حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله عز و جل فيقفون بين يديه ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله قال فيقول الله لهم أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على نفسه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلها عليه لعنتك ولعنتنا وتقول السموات كلها عليه لعنة الله ولعنتنا وتلعنه السموات السبع ومن فيهن
قال معاذ قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ قال اقتد بي وإن كان في عملك تقصير يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن واحمل ذنوبك عليك ولا تحملها عليهم ولا تزك نفسك بذمهم ولا ترفع نفسك عليهم ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة ولا تتكبر في مجلسك لكي يحذر الناس من سوء خلقك ولا تناج رجلا وعندك آخر
ولا تتعظم على الناس فينقطع عنك خير الدنيا والآخرة ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار قال الله تعالى والناشطات نشطا النازعات 2 أتدري ما هن يا معاذ
قلت ما هن بأبي أنت وأمي قال كلاب في النار تنشط اللحم والعظم
قلت بأبي أنت وأمي فمن يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها قال يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله عليه
قال فما رأيت أكثر تلاوة للقرآن من معاذ للحذر مما في هذا الحديث
رواه ابن المبارك في كتاب الزهد عن رجل لم يسمه عن معاذ ورواه
ابن حبان في غير الصحيح والحاكم وغيرهما وروي عن علي وغيره وبالجملة فآثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه وبجميع ألفاظه
فصل
60 - عن أبي علي رجل من بني كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فقال يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب
فقالا والله لنخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون
فقال بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل
فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه
رواه أحمد والطبراني ورواته إلى أبي علي محتج بهم في الصحيح
وأبو علي وثقه ابن حبان ولم أر أحدا جرحه ورواه أبو يعلى بنحوه من حديث حذيفة إلا أنه قال فيه يقول كل يوم ثلاث مرات
3 - الترغيب في اتباع الكتاب والسنة
61 - عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا
قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد
وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
قوله عضوا عليها بالنواجذ أي اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها كما
يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته والن بالنون والجيم والذال المعجمة هي الأنياب وقيل الأضراس
62 - وعن أبي شريح الخزاعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى
قال إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد
63 - وروي عن جبير بن مطعم قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بالجحفة فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن القرآن جاء من عند الله قلنا بلى
قال فأبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا
رواه البزار والطبراني في الكبير والصغير
64 - وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة قالوا يا رسول الله إن هذا في أمتك اليوم كثير
قال وسيكون في قوم بعدي
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
65 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد
رواه البيهقي من رواية الحسن بن قتيبة ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة بإسناد لا بأس به إلا أنه قال فله أجر شهيد
66 - وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس في حجة الوداع فقال إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه الحديث
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
احتج البخاري بعكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وله أصل في الصحيح
67 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة
رواه الحاكم موقوفا وقال إسناده صحيح على شرطهما
68 - وعن أبي أيوب الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مرعوب فقال
وأطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات 69 وعن عبد الله بن مسعود قال إن هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه أو كلمة نحوها زج في قفاه إلى النار
رواه البزار هكذا موقوفا على ابن مسعود ورواه مرفوعا من حديث جابر وإسناد المرفوع جيد
70 - وروي عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه إلا أن الله قد فرض فرائض وسن سننا وحد حدودا وأحل حلالا وحرم حراما وشرع الدين فجعله سهلا سمحا واسعا ولم يجعله ضيقا ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجت عليه ومن نكث ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد على الحوض
الحديث رواه الطبراني في الكبير
قوله فلجت عليه بالجيم أي ظهرت عليه بالحجة والبرهان وظفرت به
71 - وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الأسود ويقول إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
72 - وعن عروة بن عبد الله بن قشير قال حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من مزينة فبايعناه وإنه لمطلق الأزرار فأدخلت يدي في جنب قميصه فمسست الخاتم
قال عروة فما رأيت معاوية ولا ابنه قط في شتاء ولا صيف إلا مطلقي الأزرار
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال ابن ماجه إلا مطلقة أزرارهما
73 - وعن زيد بن أسلم قال رأيت ابن عمر يصلي محلولا أزراره فسألته عن ذلك
فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعله
رواه ابن خزيمة في صحيحه عن الوليد بن مسلم عن زيد ورواه البيهقي وغيره عن زهير بن محمد عن زيد
74 - وعن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه فسئل لم فعلت ذلك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل هذا ففعلت
رواه أحمد والبزار بإسناد جيد
قوله حاد بالحاء والدال المهملتين أي تنحى عنه وأخذ يمينا أو شمالا
75 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يأتي شجرة بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفعل ذلك
رواه البزار بإسناد لا بأس به
76 - وعن ابن سيرين قال كنت مع ابن عمر رحمه الله بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأولى والعصر ثم وقف وأنا وأصحاب لي حتى أفاض الامام فأفضنا معه حتى انتهى إلى المضيق دون المأزمين فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته إنه ليس يريد الصلاة ولكنه ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
قال الحافظ رحمه الله والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في اتباعهم له واقتفائهم سنته كثيرة جدا
والله الموفق لا رب غيره
4 - الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء
77 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
رواه البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد
وابن ماجه
وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
78 - وعن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى
ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما
79 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة
رواه أحمد وأبو داود وزاد في رواية وإنه ليخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله
قوله الكلب بفتح الكاف واللام
قال الخطابي هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلب الكلب قال وعلامة ذلك في الكلب أن تحمر عيناه ولا يزال يدخل ذنبه بين رجليه فإذا رأى إنسانا ساوره
80 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عز و جل والمكذب بقدر الله والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة
رواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ولا أعرف له علة
81 - وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنما أخشى عليكم شهوات الغي
في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
رواه أحمد والبزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وبعض أسانيدهم رواته ثقات
82 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني أخاف على أمتي من ثلاث من زلة عالم ومن هوى متبع ومن حكم جائر
رواه البزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله وهو واه وقد حسنها الترمذي في مواضع وصححها في موضع فأنكر عليه واحتج بها ابن خزيمة في صحيحه
83 - وروي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال يا أبا سليمان إنا قد جمعنا الناس على أمرين فقال وما هما قال رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر فقال أما إنهما أمثل بدعتكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منهما
قال لم قال لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة
رواه أحمد والبزار
84 - وروى عنه الطبراني أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها إلا أضاعت مثلها من السنة
85 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تحت ظل السماء من إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع
رواه الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في كتاب السنة
86 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه
رواه البزار والبيهقي وغيرهما ويأتي بتمامه في انتظار الصلاة إن شاء الله تعالى
87 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته
رواه الطبراني وإسناده حسن ورواه ابن
ماجه وابن عاصم في كتاب السنة من حديث ابن عباس
ولفظهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته
ورواه ابن ماجه أيضا من حديث حذيفة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما ولا صلاة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا يخرج من الاسلام كما يخرج الشعر من العجين
88 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح وتقدم بتمامه بنحوه
89 - وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن إبليس قال أهلكتهم بالذنوب فأهلكوني بالاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون
رواه ابن أبي عاصم وغيره
90 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك
رواه ابن أبي عاصم وابن حبان في صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها ساد أو قارب فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه
الشرة بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء بعدها تاء تأنيث هي النشاط والهمة وشرة الشباب أوله وحدته
91 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رغب عن سنتي فليس مني
رواه مسلم
92 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبلال بن الحارث
يوما اعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال اعلم أن من أحيا سنة من سنتي أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وقال الترمذي حديث حسن
قال الحافظ بل كثير بن عبد الله متروك رواه كما تقدم ولكن للحديث شواهد
93 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن
94 - وعن عمرو بن زرارة قال وقف علي عبد الله يعني ابن مسعود وأنا أقص فقال يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد وأصحابه فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد
رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما صحيح
قال الحافظ عبد العظيم وتأتي أحاديث متفرقة من هذا النوع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى
الترغيب في البداءة بالخير ليستن به والترهيب من البداءة بالشر خوف أن يستن به
95 - عن جرير رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه قوم غزاة مجتابي النمار والعباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان عليكم رقيبا النساء 1
والآية التي في الحشر
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد الحشر 81
تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة
قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة
قوله مجتابي هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة والنمار جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط أي لابسي النمار قد خرقوها في رؤوسهم والجوب القطع
وقوله تمعر هو بالعين المهملة المشددة أي تغير
وقوله كأنه مذهبة ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون وضبطه بعضهم بذال معجمة وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة وهو الصحيح المشهور ومعناه على كلا التقديرين ظهر البشر في وجهه صلى الله عليه و سلم حتى استنار وأشرق من السرور والمذهبة صحيفة منقشة بالذهب أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب يصف حسنه وتلألؤه صلى الله عليه و سلم
96 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمسك القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا
رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة
97 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل
رواه البخاري ومسلم والترمذي
4 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك ومن مات مرابطا جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
قال الحافظ وتقدم في الباب قبله حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لبلال بن الحارث اعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا
رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه
98 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله عز و جل مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن أبي عاصم وفي سنده لين وهو في الترمذي بقصة
99 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من داع يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازما لدعوته ما دعا إليه وإن دعا رجل رجلا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
كتاب العلم الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه وما جاء في فضل العلماء والمتعلمين
100 - عن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه البخاري ومسلم وابن ماجه ورواه أبو يعلى وزاد فيه ومن لم يفقهه لم يبال به
ورواه الطبراني في الكبير ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما يخشى الله من عباده العلماء فاطر 82
وفي إسناده راو لم يسم
101 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده
رواه البزار والطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
102 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع
رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة وفي إسناده محمد بن أبي ليلى
103 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن
104 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قليل العلم خير من كثير العبادة وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده إسحاق بن أسيد وفيه توثيق لين ورفع هذا الحديث غريب قال البيهقي ورويناه صحيحا من قول مطرف بن عبد الله بن الشخير ثم ذكره والله أعلم
فصل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
106 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال الترمذي لا يعرف إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل وإنما يروى عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم وهذا أصح
قال المملي رحمه الله ومن هذه الطريق رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب وغيرها وقد روي عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عنه وعن الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة عن كثير بن قيس عنه قال البخاري وهذا أصح وروي غير ذلك وقد اختلف في هذا الحديث
اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن وبسطته في غيره والله أعلم
107 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لانه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة قائمة تقتص آثارهم ويقتدى بفعالهم وينتهى إلى رأيهم ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة التفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وهو إمام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء
رواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم من رواية موسى بن محمد بن عطاء القرشي حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عنه وقال هو حديث حسن ولكن ليس له إسناد قوي وقد رويناه من طرق شتى موقوفا كذا قال رحمه الله ورفعه غريب جدا والله أعلم
108 - وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد متكىء على برد له أحمر فقلت له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب
رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن ماجه نحوه باختصار ويأتي لفظه إن شاء الله تعالى
109 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وواضع العلم عند أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب
رواه ابن ماجه وغيره
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جاءه أجله وهو يطلب العلم لقي الله ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة
رواه الطبراني في الأوسط
111 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفيهم كلام
112 - وروي عن سخبرة رضي الله عنه قال مر رجلان على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يذكر فقال اجلسا فإنكما على خير فلما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفرق عنه أصحابه قاما فقالا يا رسول الله إنك قلت لنا اجلسا فإنكما على خير ألنا خاصة أم للناس عامة قال ما من عبد يطلب العلم إلا كان كفارة ما تقدم
رواه الترمذي مختصرا والطبراني في الكبير واللفظ له
سخبرة بالسين المهملة المفتوحة والخاء المعجمة الساكنة وباء موحدة وراء بعدها تاء تأنيث في صحبته اختلاف والله أعلم
113 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته
رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي ورواه البيهقي ثم قال محمد بن عبد الله العزرمي ضعيف غير أنه قد تقدمه ما يشهد لبعضه وهما يعني هذا الحديث والحديث الذي ذكره قبله لا يخالفان الحديث الصحيح فقد قال فيه إلا من صدقة جارية
وهو يجمع ما وردا به من الزيادة والنقصان انتهى
قال الحافظ عبد العظيم وقد رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه بنحوه من حديث أبي هريرة ويأتي إن شاء الله تعالى
114 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى وما استقام دينه حتى يستقيم عمله
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والصغير إلا أنه قال فيه حتى يستقيم عقله
وإسنادهما متقارب
وروي عن أبي ذر و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما قالا لباب يتعلمه الرجل أحب إني من ألف ركعة تطوعا وقالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة مات وهو شهيد
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال خير له من ألف ركعة
116 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير لك من أن تصلي ألف ركعة
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
117 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن
118 - وروي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعلم بابا من العلم ليعلم الناس أعطي ثواب سبعين صديقا
رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس وفيه نكارة
119 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل تعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله عز و جل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة
قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه أبو نعيم وإسناده حسن لو صح سماع الحسن من أبي هريرة
120 - وعنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن من طريق الحسن أيضا عن أبي هريرة
121 - وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها
رواه البخاري ومسلم الحسد يطلق ويراد به تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا حرام ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني مثل ما له وهذا لا بأس به وهو المراد هنا
122 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير فكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
رواه البخاري ومسلم
123 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي ورواه ابن خزيمة في صحيحه مثله إلا أنه قال أو نهرا كراه وقال يعني حفره ولم يذكر المصحف
124 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
رواه مسلم وغيره
125 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
126 - وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم علماء هذه الأمة رجلان رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا فذلك تستغفر له حيتان
البحر ودواب البر والطير في جو السماء ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا وشرى به ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ الحساب
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده عبد الله بن خداش وثقه ابن حبان وحده فيما أعلم
127 - وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يرفع وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال العالم والمتعلم شريكان في الخير ولا خير في سائر الناس
رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
قوله ولا خير في سائر الناس أي في بقية الناس بعد العالم والمتعلم وهو قريب المعنى من قوله الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما
وتقدم
128 - وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة
رواه أحمد عن أبي حفص صاحب أنس عنه ولم أعرفه وفيه رشدين أيضا
129 - وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء
رواه ابن ماجه وسهل يأتي الكلام عليه
130 - وعن أبي أمامة قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البزار من حديث عائشة مختصرا قال معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر
وعن ثعلبة بن الحكم الصحابي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لفصل عباده إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا أبالي
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات
قال الحافظ رحمه الله وانظر إلى قوله سبحانه وتعالى علمي وحلمي وأمعن النظر فيه يتضح لك بإضافته إليه عز و جل أنه ليس المراد به علم أكثر أهل الزمان المجرد عن العمل به والإخلاص
132 - وروي عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول يا معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم
رواه الطبراني في الكبير
133 - وروي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجاء بالعالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم قف حتى تشفع للناس
رواه الأصبهاني وغيره
134 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث العالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم اثبت حتى تشفع بما أحسنت أدبهم
رواه البيهقي وغيره
135 - وروي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما وذلك لان الشيطان يبدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد مقبل على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها
رواه الأصبهاني وعجز الحديث يشبه المدرج
حضر الفرس يعني عدوه
136 - وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي من رواية روح بن جناح تفرد به عن مجاهد عنه
وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه
وقال أبو هريرة لأن أجلس ساعة فأفقه أحب إلي من أن أحيي ليلة القدر
رواه الدارقطني والبيهقي إلا أنه قال أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الصباح وقال المحفوظ هذا اللفظ من قول الزهري
138 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال يا أهل السوق ما أعجزكم قالوا وما ذاك يا أبا هريرة قال ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم وأنتم ها هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه قالوا وأين هو قال في المسجد فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقال لهم ما لكم فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم فقال لهم أبو هريرة وما رأيتم في المسجد أحدا قالوا بلى رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
فصل
139 - وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العلم علمان علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم
رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناد حسن ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح
140 - وروي عن حرج أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العلم علمان فعلم ثابت في القلب فذاك العلم النافع وعلم في اللسان فذاك حجة الله على عباده
رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس والأصبهاني في كتابه ورواه البيهقي عن الفضيل بن عياض من قوله غير مرفوع
141 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله عز و جل
رواه أبو منصور الديلمي في المسند وأبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين التي له في التصوف
2 - الترغيب في الرحلة في طلب العلم
142 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة
رواه مسلم وغيره وتقدم بتمامه في الباب قبله
143 - وعن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال ما جاء بك قلت أنبط العلم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع
رواه الترمذي وصححه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
قوله أنبط العلم أي أطلبه وأستخرجه
144 - وعن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا قبيصة ما جاء بك قلت كبرت سني ورق عظمي فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله تعالى به فقال يا قبيصة ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لك يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثا سبحان الله العظيم وبحمده تعاف من العمى والجذام والفلج يا قبيصة قل اللهم إني أسألك مما عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من بركاتك
رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم
145 - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
146 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جاء
مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله ومن جاء بغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره
رواه ابن ماجه والبيهقي وليس في إسناده من ترك ولا أجمع على ضعفه
147 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما انتعل عبد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا في طلب علم إلا غفر الله له ذنوبه حيث يخطو عتبة داره
رواه الطبراني في الأوسط
قوله تخفف أي لبس خفه
148 - وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع
رواه الترمذي وقال حديث حسن
149 - وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح الله له بابا إلى الجنة وفرشت له الملائكة أكنافها وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحر وللعالم من الفضل على العابد كالقمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء والعلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظه
وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس موت قبيلة أيسر من موت عالم
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وليس عندهم موت العالم إلى آخره ورواه البيهقي واللفظ له من رواية الوليد بن مسلم
حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن عثمان بن أيمن عنه وسيأتي في الباب بعده حديث أبي الردين إن شاء الله تعالى
الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخه والترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم
150 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال رحم الله امرأ
وقال الترمذي حديث حسن صحيح
قوله نضر هو بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها حكاه الخطابي ومعناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة والحسن فيكون تقديره جمله الله وزينه وقيل غير ذلك
151 - وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي بتقديم وتأخير وروى صدره إلى قوله ليس بفقيه
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه بزيادة عليهما
152 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بمسجد الخيف من منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها ثم ذهب بها إلى من لم يسمعها ألا فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
الحديث
رواه الطبراني في الأوسط
153 - وعن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخيف خيف منى يقول نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله
والنصيحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحفظ من وراءهم
رواه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير مختصرا ومطولا إلا أنه قال تحيط بياء بعد الحاء رووه كلهم عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه وله عند أحمد طريق عن صالح بن كيسان عن الزهري وإسناد هذه حسن
154 - وروي عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم ارحم خلفائي
قلنا يا رسول الله ومن خلفاؤك قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي ويعلمونها الناس
رواه الطبراني في الأوسط
155 - وعن أبي الردين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافا لله وإلا حفتهم الملائكة حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره وما من عالم يخرج في طلب علم مخافة أن يموت أو انتساخه مخافة أن يدرس إلا كان كالغازي الرائح في سبيل الله ومن يبطىء به عمله لم يسرع به نسبه
رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش
156 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
رواه مسلم وغيره وتقدم هو وما ينتظم في سلكه ويأتي له نظائر في نشر العلم وغيره إن شاء الله تعالى
قال الحافظ وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به لهذا الحديث وأمثاله وناسخ غير النافع مما يوجب الإثم عليه وزره ووزر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به لما تقدم من الأحاديث من سن سنة حسنة أو سيئة
والله أعلم
157 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب
رواه الطبراني وغيره وروي من كلام جعفر بن محمد موقوفا عليه وهو أشبه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
رواه البخاري ومسلم وغيرهما وهذا الحديث قد روي عن غير واحد من الصحابة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ مبلغ التواتر والله أعلم
160 - وعن المغيرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
رواه مسلم وغيره
4 - الترغيب في مجالسة العلماء
161 - عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا
قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال مجالس العلم
رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم
162 - عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لقمان قال لابنه يا بني عليك بمجالسة العلماء واسمع كلام الحكماء فإن الله ليحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر
رواه الطبراني في الكبير من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن ولعله موقوف والله أعلم
163 - وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير قال من ذكركم الله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن حسان
الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهم والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم
164 - عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد يعني في القبر ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد
رواه البخاري
165 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط
رواه أبو داود
166 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البركة مع أكابركم
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
167 - وعنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر
رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه
168 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
169 - وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني والحاكم إلا أنه قال ليس منا
170 - وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا
رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة ولم يسمع منه
171 - وعن عمرو بن شعيب عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يرحم
صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا
رواه الترمذي وأبو داود إلا أنه قال ويعرف حق كبيرنا
172 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار وتواضعوا لمن تعلمون منه
رواه الطبراني في الأوسط
173 - وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم لا يدركني زمان أو قال لا تدركوا زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيى فيه من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة
174 - وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط
رواه الطبراني في الكبير من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن
175 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال لقد سمعت حديثا منذ زمان إذا كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في الله عز و جل فاعلم أن الأمر قد رق
رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن
176 - وروي عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال أن يكثر لهم من الدنيا فيتحاسدوا وأن يفتح لهم الكتاب يأخذه المؤمن يبتغي تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب آل عمران 7 وأن يروا ذا علم فيضيعوه ولا يبالوا عليه
رواه الطبراني في الكبير
6 - الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى
177 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة
يعني ريحها
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح على شرط البخاري ومسلم وتقدم حديث أبي هريرة في أول باب الرياء وفيه رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن
قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
الحديث رواه مسلم وغيره
178 - وروي عن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار
رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره والحاكم شاهدا والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب
179 - وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية يحيى بن أيوب الغافقي عن ابن جريح عن أبي الزبير عنه ويحيى هذا ثقة احتج به الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلى من شذ فيه ورواه ابن ماجه أيضا بنحوه من حديث حذيفة
180 - وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار
رواه ابن ماجه
181 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس أدخله الله جهنم
رواه ابن ماجه أيضا
182 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعلم علما لغير الله أو أراد به غير الله
فليتبوأ مقعده من النار
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما عن خالد بن دريك عن ابن عمر ولم يسمع منه ورجال إسنادهما ثقات
183 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن ناسا من أمتي سيتفقهون في الدين يقرؤون القرآن يقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتز لهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا قال ابن الصباح كأنه يعني الخطايا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
184 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا
رواه أبو داود
قال الحافظ يشبه أن يكون فيه انقطاع فإن الضحاك بن شرحبيل ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكروا له رواية عن الصحابة والله أعلم
186 - وعن علي رضي الله عنه أنه ذكر فتنا تكون في آخر الزمان فقال له عمر متى ذلك يا علي قال إذا تفقه لغير الدين وتعلم العلم لغير العمل والتمست الدنيا بعمل الآخرة
رواه عبد الرزاق أيضا في كتابه موقوفا وتقدم حديث ابن عباس المرفوع وفيه ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا وشرى به ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ الحساب
الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير
188 - وعن قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وتقدم حديث أبي هريرة إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
رواه مسلم
189 - وروي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر
رواه الطبراني في الكبير وغيره
190 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها إياه
رواه الطبراني في الكبير ويشبه أن يكون موقوفا
191 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم عن الأجود الأجود الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم وأجودكم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل جاد بنفسه لله عز و جل حتى يقتل
رواه أبو يعلى والبيهقي
192 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل ينعش لسانه حقا يعمل به بعده إلا
جرى له أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله ثوابه يوم القيامة
رواه أحمد بإسناد فيه نظر ولكن الأصول تعضده
قوله ينعش أي يقول ويذكر
7 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا في سبيل الله ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به ورجل أجرى صدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له
رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وهو صحيح مفرقا من حديث غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم
فصل
193 - وعن أبي مسعود البدري أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم ليستحمله فقال إنه قد أبدع بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ائت فلانا فأتاه فحمله
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو قال عامله
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
قوله أبدع بي هو بضم الهمزة وكسر الدال يعني ظلعت ركابي يقال أبدع به إذا كلت ركابه أو عطبت وبقي منقطعا به
194 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال ما عندي ما أعطيكه ولكن ائت فلانا فأتى الرجل فأعطاه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو عامله
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البزار مختصرا الدال على الخير كفاعله
ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث سهل بن سعد
195 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدال على الخير كفاعله والله
يحب إغاثة اللهفان
رواه البزار من رواية زياد بن عبد الله النميري وقد وثق وله شواهد
196 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
رواه مسلم وغيره وتقدم هو وغيره في باب البداءة بالخير
197 - وعن علي رضي الله عنه في قوله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا التحريم 6 قال علموا أهليكم الخير
رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرطهما
8 - الترهيب من كتم العلم
198 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وفي رواية لابن ماجه قال ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتى يوم القيامة ملجوما بلجام من نار
199 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح لا غبار عليه
200 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ومن قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار
رواه أبو يعلى ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح ورواه الطبراني في الكبير والأوسط بسند جيد بالشطر الأول فقط
وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كتم علما مما ينفع الله به الناس في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار
رواه ابن ماجه
قال الحافظ وقد روي هذا الحديث دون قوله ما ينفع الله به عن جماعة من الصحابة غير من ذكر منهم جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وعمرو بن عبسة وعلي بن طلق وغيرهم
202 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله
رواه ابن ماجه وفيه انقطاع والله أعلم
203 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز ثم لا ينفق منه
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده ابن لهيعة
204 - وعن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا ثم قال ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون
والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة ثم نزل فقال قوم من ترونه عنى بهؤلاء قال الأشعريين هم قوم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب فبلغ ذلك الأشعريين فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر فما بالنا فقال ليعلمن قوم جيرانهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا فقالوا يا رسول الله أنفطن
غيرنا فأعاد قوله عليهم فأعادوا قولهم أنفطن غيرنا فقال ذلك أيضا فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم المائدة 87 الآية
رواه الطبراني في الكبير عن بكير بن معروف عن علقمة
205 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله وإن الله مسائلكم
رواه الطبراني في الكبير أيضا ورواته ثقات إلا أبا سعيد البقال واسمه سعيد بن المرزبان فيه خلاف يأتي
الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله
206 - عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها
رواه مسلم والترمذي والنسائي وهو قطعة من حديث
207 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدورها كما يدور الحمار برحاه فتجتمع أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه
قال وإني سمعته يقول يعني النبي صلى الله عليه و سلم مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون
رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا وابن حبان والبيهقي من حديث أنس وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في رواية لهما ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به
قال الحافظ وسيأتي أحاديث نحوه في باب من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الزبانية أسرع إلى فسقة القراء منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم
رواه الطبراني وأبو نعيم وقال غريب من حديث أبي طوالة تفرد به العمري عنه يعني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد
قال الحافظ رحمه الله ولهذا الحديث مع غرابته شواهد وهو حديث أبي هريرة الصحيح إن أول من يدعو الله يوم القيامة رجل جمع القرآن ليقال قارىء
وفي آخره أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة
وتقدم لفظ الحديث بتمامه في الرياء
209 - وروي عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما آمن بالقرآن من استحل محارمه
رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي
210 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البيهقي وغيره من حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه
211 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وما عمل فيما علم
رواه الترمذي أيضا والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا من حديث حسين بن قيس
قال الحافظ حسين هذا هو حنش وقد وثقه حصين بن نمير وضعفه غيره وهذا الحديث حسن في المتابعات إذا أضيف إلى ما قبله والله أعلم
وروي عن الوليد بن عقبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أناسا من أهل الجنة ينطلقون إلى أناس من أهل النار فيقولون بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون إنا كنا نقول ولا نفعل
رواه الطبراني في الكبير
213 - وعن مالك بن دينار عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يخطب خطبة إلا الله عز و جل سائله عنها
أظنه قال ما أراد بها
قال جعفر كان مالك بن دينار إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى ينقطع ثم يقول تحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم وأنا أعلم أن الله عز و جل سائلي عنه يوم القيامة ما أردت به
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا بإسناد جيد
214 - وعن لقمان يعني ابن عامر قال كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي يا عويمر فأقول لبيك رب فيقول ما عملت فيما علمت رواه البيهقي
215 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال تعرضت أو تصديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يطوف بالبيت فقلت يا رسول الله أي الناس شر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم غفرا سل عن الخير ولا تسأل عن الشر شرار الناس شرار العلماء في الناس
رواه البزار وفيه الجليل بن مرة وهو حديث غريب
11 - وروي عن أبي برزة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها
رواه البزار
216 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب حامل فقه غير فقيه ومن لم ينفعه علمه ضره جهله اقرإ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه
رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب
217 - وعن جندب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه
الحديث رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
218 - وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل بنيان وبال على صاحبه إلا
ما كان هكذا وأشار بكفه وكل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به
رواه الطبراني في الكبير أيضا وفيه هانىء بن المتوكل تكلم فيه ابن حبان
219 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه رواه الطبراني في الصغير والبيهقي
220 - وروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى حي من قيس أعلمهم شرائع الإسلام فإذا قوم كأنهم الإبل الوحشية طامحة أبصارهم ليس لهم هم إلا شاة أو بعير فانصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا عمار ما عملت فقصصت عليه قصة القوم وأخبرته بما فيهم من السهوة فقال يا عمار ألا أخبرك بأعجب منهم قوم علموا ما جهل أولئك ثم سهوا كسهوهم
رواه البزار والطبراني في الكبير
221 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث وهو الأعور وقد وثقه ابن حبان وغيره
222 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه أحمد من حديث عمر بن الخطاب
223 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواء ويكون لسانه مع قلبه سواء ولا يخالف قوله عمله ويأمن جاره بوائقه
رواه الأصبهاني بإسناد فيه نظر
224 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها
رواه الطبراني موقوفا من رواية القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله عن جده عبد الله ولم يسمع منه ورواته ثقات
225 - وعن منصور بن زاذان قال نبئت أن بعض من يلقى في النار تتأذى أهل النار بريحه فيقال له ويلك ما كنت تعمل ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك فيقول كنت عالما فلم أنتفع بعلمي
رواه أحمد والبيهقي
الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن
226 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قام موسى صلى الله عليه و سلم خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك
قال يا رب كيف به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم
فذكر الحديث في اجتماعه بالخضر إلى أن قال فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر
فذكر الحديث بطوله
وفي رواية بينما موسى يمشي في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال له هل تعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا الخضر فسأل موسى السبيل إليه
الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما
227 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله ثم يظهر قوم يقرؤون القرآن يقولون من أقرأ منا من أعلم منا من أفقه منا ثم قال لاصحابه هل في أولئك من خير وقالوا الله ورسوله أعلم
قال أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد لا بأس به ورواه أبو يعلى والبزار والطبراني أيضا من حديث العباس بن عبد المطلب
228 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قام ليلة بمكة من الليل فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات فقام عمر بن الخطاب وكان أواها فقال اللهم نعم وحرضت وجهدت ونصحت فقال ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى
مواطنه ولتخاضن البحار بالإس وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه ويقرؤونه ثم يقولون قد قرأنا وعلمنا فمن ذا الذي هو خير منا فهل في أولئك من خير قالوا يا رسول الله من أولئك قال أولئك منكم وأولئك هم وقود النار
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
229 - وعن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قال إني عالم فهو جاهل
رواه الطبراني عن ليث هو ابن أبي سليم عنه وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بهذا الإسناد
قال الحافظ وستأتي أحاديث تنتظم في سلك هذا الباب في الباب بعده إن شاء الله تعالى
الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبة والترغيب في تركه للمحق والمبطل
230 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهو مازح وببيت في أعلى الجنة لمن حسنت سريرته
ربض الجنة هو بفتح الراء والباء الموحدة وبالضاد المعجمة وهو ما حولها
231 - وروي عن أبي الدرداء وأبي أمامة و واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك رضي الله عنهم قالوا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال مهلا يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم
بهذا ذروا المراء لقلة خيره ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فكفى إثما أن لا تزال مماريا ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء
الحديث رواه الطبراني في الكبير
232 - وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وترك الكذب وإن كان مازحا وحسن خلقه
رواه البزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وفيه سويد بن إبراهيم أبو حاتم
233 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند باب رسول الله صلى الله عليه و سلم نتذاكر ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كما يفقأ في وجهه حب الرمان فقال يا هؤلاء بهذا بعثتم أم بهذا أمرتم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد أيضا
234 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
ثم قرأ ما ضربوه لك إلا جدلا الزخرف 85
رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح
235 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
الألد بتشديد الدال المهملة هو الشديد الخصومة الخصم بكسر الصاد المهملة هو الذي يحج من يخاصمه
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما
رواه الترمذي وقال حديث غريب
237 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المراء في القرآن كفر
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني وغيره من حديث زيد بن ثابت
238 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن عيسى عليه السلام قال إنما الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين غية فاجنتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى عالم رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
كتاب الطهارة الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهم والترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها
239 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا اللاعنين
قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال الذي يتخلى في طرق الناس أو في ظلهم
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
قوله اللاعنين يريد الأمرين الجالبين اللعن وذلك أن من فعلهما لعن وشتم فلما كانا سببا لذلك أضيف الفعل إليهما فكانا كأنهما اللاعنان
240 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل
رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما عن أبي سعيد الحميري عن معاذ وقال أبو داود هو مرسل يعني أن أبا سعيد لم يدرك معاذا
الملاعن مواضع اللعن
قال الخطابي والمراد هنا بالظل هو الظل الذي اتخذه الناس مقيلا ومنزلا ينزلونه وليس كل ظل يحرم قضاء الحاجة تحته فقد قضى النبي صلى الله عليه و سلم حاجته تحت حايش من النخل وهو لا محالة له ظل انتهى
241 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اتقوا الملاعن الثلاث قيل ما الملاعن الثلاث يا رسول الله قال أن يقعد أحدكم في ظل يستظل به أو في طريق أو نقع ماء
رواه أحمد
242 - وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من آذى المسلمين في
طرقهم وجبت عليه لعنتهم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
243 - وعن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال قال رجل لابي هريرة أفتيتنا في كل شيء يوشك أن تفتينا في الخراء فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي وغيرهما ورواته ثقات إلا محمد بن عمرو الأنصاري
قوله يوشك بكسر الشين المعجمة وفتحها لغية
معناه يكاد ويسرع والخراء والسخيمة الغائط
244 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم والتعريس على جواد الطريق والصلاة عليها فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
245 - وعن مكحول رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال بأبواب المساجد
رواه أبو داود في مراسيله
246 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه سيئة
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
قال الحافظ وقد جاء النهي عن استقبال القبلة واستدبارها في الخلاء في غير ما حديث صحيح مشهور تغني شهرته عن ذكره لكونه نهيا مجردا والله سبحانه وتعالى أعلم
2 - الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر
247 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد
رواه مسلم وابن ماجه والنسائي
248 - وعنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال في الماء الجاري
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
وعن بكر بن ماعز قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول منتقع ولا تبولن في مغتسلك
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد
250 - وعن حميد بن عبد الرحمن قال لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه و سلم كما صحبه أبو هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله
رواه أبو داود والنسائي في أول حديث
251 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يبول الرجل في مستحمه وقال إن عامة الوسواس منه
رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أشعث بن عبد الله ويقال له أشعث الأعمى
قال الحافظ إسناده صحيح متصل وأشعث بن عبد الله ثقة صدوق وكذلك بقية رواته والله أعلم
252 - وعن قتادة عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال في الجحر
قالوا لقتادة ما يكره من البول في الجحر قال يقال إنها مساكن الجن
رواه أحمد وأبو داود والنسائي
3 - الترهيب من الكلام على الخلاء
253 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يتناجى اثنان على غائطهما ينظر كل واحد منهما إلى عورة صاحبه فإن الله يمقت على ذلك
رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه ولفظه كلفظ أبي داود قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عوراتهما يتحدثان فإن الله عز و جل يمقت على ذلك
رووه كلهم من رواية هلال بن عياض أو عياض بن هلال عن أبي سعيد وعياض هذا روى له أصحاب السنن ولا أعرفه بجرح ولا عدالة وهو في عداد المجهولين
قوله يضربان الغائط قال أبو عمرو صاحب ثعلب يقال ضربت الأرض إذا أتيت الخلاء وضربت في الأرض إذا سافرت
254 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخرج اثنان من الغائط فيجلسان يتحدثان كاشفين عن عوراتهما فإن الله عز و جل يمقت على ذلك
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لين
الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره وعدم الاستبراء منه
255 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله
رواه البخاري وهذا أحد ألفاظه ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
256 - وفي رواية للبخاري وابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة
الحديث وبوب البخاري عليه باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله
قال الخطابي قوله وما يعذبان في كبير معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر
عليهما أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه وهو التنزه من البول وترك النميمة ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين وأن الذنب فيهما هين سهل
قال الحافظ عبد العظيم ولخوف توهم مثل هذا استدرك فقال صلى الله عليه و سلم بلى إنه كبير
والله أعلم
257 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عامة عذاب القبر في البول فاستنزهوا من البول
رواه البزار والطبراني في الكبير والحاكم والدارقطني كلهم من رواية أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه وقال الدارقطني إسناده لا بأس به والقتات مختلف في توثيقه
258 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر من البول
رواه الدارقطني وقال المحفوظ مرسل
259 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه و سلم يمشي بيني وبين رجل آخر إذ أتى على قبرين فقال إن صاحبي هذين القبرين يعذبان فائتياني بجريدة
قال أبو بكرة فاستبقت أنا وصاحبي فأتيته بجريدة فشقها نصفين فوضع في هذا القبر واحدة وفي ذا القبر واحدة وقال لعله يخفف عنهما ما دامتا رطبتين إنهما يعذبان بغير كبير الغيبة والبول
رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له وابن ماجه مختصرا من رواية بحر بن مرار عن جده أبي بكرة ولم يدركه
260 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر عذاب القبر من البول
رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة
قال الحافظ وهو كما قال
261 - وعن أمامة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد
قال وكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين
قال فوقف النبي صلى الله عليه و سلم فقال من دفنتم هاهنا اليوم
قالوا فلان وفلان
قالوا يا نبي الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا يا نبي الله لم فعلت هذا قال ليخففن عنهما
قالوا يا رسول الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله ولولا تمرغ قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع
رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه كلاهما من طريق علي بن يزيد الالهاني عن القاسم عنه
262 - وعن عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يده الدرقة فوضعها ثم جلس فبال إليها فقال بعضهم انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمعه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ويحك ما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقاريض فنهاهم فعذب في قبره
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
263 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه فقلنا ما لك يا رسول الله فقال أما تسمعون ما أسمع فقلنا وما ذاك يا نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين قلنا فيم ذلك قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة قلنا وهل ينفعهم ذلك قال نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبتين
رواه ابن حبان في صحيحه
قوله في ذنب هين يعني هين عندهما وفي ظنهما أو هين عليهما اجتنابه لا إنه هين في نفس الأمر لأن النميمة محرمة اتفاقا
264 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال أربعة
يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه
قال فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه لا يغسله
وذكر بقية الحديث
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وكتاب ذم الغيبة والطبراني في الكبير بإسناد لين وأبو نعيم وقال شفي بن ماتع مختلف فيه
فقيل له صحبة ويأتي الحديث بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى
265 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اتقوا البول فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر
رواه الطبراني في الكبير أيضا بإسناد لا بأس به
الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة وما جاء في النهي عن ذلك
266 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام
رواه النسائي والترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
267 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ستفتح عليكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء
رواه ابن ماجه وأبو داود وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن دخول الحمامات ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر
رواه أبو داود ولم يضعفه واللفظ له والترمذي وابن ماجه ولم يرخص للنساء
قال الحافظ رحمه الله رووه كلهم من حديث أبي عذرة عن عائشة وقد سئل أبو زرعة الرازي عن أبي عذرة هل يسمى فقال لا أعلم أحدا سماه وقال أبو بكر بن حازم لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه وأبو عذرة غير مشهور وقال الترمذي إسناده ليس بذاك القائم
269 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الحمام حرام على نساء أمتي
رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد
270 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخل الحمام
قال فنهيت بذلك إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في خلافته فكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن سل محمد بن ثابت عن حديثه فإنه رضي فسأله ثم كتب إلى عمر فمنع النساء عن الحمام
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث وليس عنده ذكر عمر بن عبد العزيز
271 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احذروا بيتا يقال له الحمام
قالوا يا رسول الله إنه ينقي الوسخ قال فاستتروا
رواه البزار وقال رواه الناس عن طاوس مرسلا
قال الحافظ ورواته كلهم محتج بهم في الصحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه اتقوا بيتا يقال له الحمام
قالوا يا رسول الله إنه يذهب الدرن
وينفع المريض قال فمن دخله فليستتر
ورواه الطبراني في الكبير بنحو الحاكم وقال في أوله شر البيوت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات
الدرن بفتح الدال والراء هو الوسخ
272 - وعن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنه حدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها الخمر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام
رواه أحمد
وقاص الأجناد لا أعرفه وروي آخره أيضا عن أبي هريرة وفيه أبو خيرة لا أعرفه أيضا
الحليلة بفتح الحاء المهملة هي الزوجة
273 - وعن أبي المليح الهذلي رضي الله عنه أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشأم دخلن على عائشة رضي الله عنها فقالت أنتن اللاتي تدخلن نساءكن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
وروى أحمد وأبو يعلى والطبراني والحاكم أيضا من طريق دراج أبي السمح عن السائب أن نساء دخلن على أم سلمة رضي الله عنها فسألتهن من أنتن قلن من أهل حمص
قالت من أصحاب الحمامات قلن وبها باس
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره
274 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليسع إلى الجمعة
ومن استغنى عنها بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له والبزار دون ذكر الجمعة وفيه علي بن يزيد الألهاني
وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحمام فقال إنه سيكون بعدي حمامات ولا خير في الحمامات للنساء فقالت يا رسول الله إنها تدخله بإزار فقال لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار وما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن لهيعة
276 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن أبي سليمان المدني
277 - وروي عن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم ستفتحون أفقا فيها بيوت يقال لها الحمامات حرام على أمتي دخولها
فقالوا يا رسول الله إنها تذهب الوصب وتنقي الدرن قال فإنها حلال لذكور أمتي في الأزر حرام على إناث أمتي
رواه الطبراني
الأفق بضم الألف وسكون الفاء وبضمها أيضا هي الناحية والوصب المرض
6 - الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر
278 - عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب إلا أن يتوضأ
رواه أبو داود عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار ولم يسمع منه ورواه هو وغيره عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار قال قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي فخلقوني بزعفران فغدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فلم يرد علي السلام ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل عنك هذا
فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمخ بزعفران ولا الجنب
قال ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ
قال الحافظ رحمه الله المراد بالملائكة هنا هم الذين ينزلون بالرحمة والبركة دون الحفظة فإنهم لا يفارقونه على حال من الأحوال ثم قيل هذا في حق كل من أخر الغسل لغير عذر ولعذر إذا أمكنه الوضوء فلم يتوضأ وقيل هو الذي يؤخره تهاونا وكسلا ويتخذ ذلك عادة والله أعلم
279 - وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
280 - وعن البزار بإسناد صحيح عن ابن عباس قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق
7 - الترغيب في الوضوء وإسباغه
281 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في سؤال جبرائيل إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان
قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت
رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه بغير هذا السياق
282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
رواه البخاري ومسلم وقد قيل إن قوله من استطاع إلى آخره إنما هو مدرج
من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ والله أعلم
283 - ولمسلم عن أبي حازم قال كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه فقلت له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء فقال يا بني فروخ أنتم هاهنا لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث الوضوء
ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحو هذا إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الحلية تبلغ مواضع الطهور
الحلية ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها
284 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا
قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد
قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله قال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله
قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض
رواه مسلم وغيره
285 - وعن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال غر محجلون بلق من آثار الوضوء
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه ورواه أحمد والطبراني بإسناد جيد نحوه من حديث أبي أمامة
286 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك
فقال رجل كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس لاحد كذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة وهو حديث حسن في المتابعات
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب
رواه مالك ومسلم والترمذي وليس عند مالك والترمذي غسل الرجلين
288 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره
وفي رواية أن عثمان توضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة
رواه مسلم والنسائي مختصرا ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرىء يتوضأ فيحسن وضوءه إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها
وإسناده على شرط الشيخين ورواه ابن خزيمة في صحيحه مختصرا بنحو رواية النسائي ورواه ابن ماجه أيضا باختصار وزاد في آخره وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يغتر أحد
وفي لفظ النسائي قال من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن
289 - وعنه رضي الله عنه أنه توضأ فأحسن الوضوء ثم قال من توضأ مثل وضوئي هذا ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تغتروا
رواه البخاري وغيره
290 - وعنه رضي الله عنه أيضا أنه دعا بماء فتوضأ ثم ضحك فقال لاصحابه ألا تسألوني ما أضحكني فقالوا ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ كما توضأت ثم ضحك فقال ألا تسألوني ما أضحكك فقالوا ما أضحكك يا رسول الله فقال إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها
بوجهه فإذا غسل ذراعيه كان كذلك وإذا طهر قدميه كان كذلك
رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى ورواه البزار بإسناد صحيح وزاد فيه فإذا مسح رأسه كان كذلك
291 - وعن حمران رضي الله تعالى عنه قال دعا عثمان رضي الله عنه بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة فجئته بماء فغسل وجهه ويديه فقلت حسبك الله والليلة شديدة البرد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
رواه البزار بإسناد حسن
292 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله بها عمله كله وطهور الرجل لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط من رواية بشار بن الحكم
293 - وعن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة
رواه مالك والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له والصنابحي صحابي مشهور
294 - وعن عمرو بن عنبسة السلمي رضي الله عنه قال كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل في مكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث إلى أن قال فقلت يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه فقال ما منكم رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق فيستنثر إلا خرت خطايا وجهه من فيه وخياشيمه ثم إذا غسل وجهه
كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل رجليه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام وصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه
رواه مسلم
295 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه مع أول قطرة فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من لسانه وشفتيه مع أول قطرة فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه
قال فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته وإن قعد قعد سالما
رواه أحمد وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن وهو إسناد حسن في المتابعات لا بأس به
296 - وفي رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء غسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه وغسل رجليه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفر له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجله وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء
قال والله لقد سمعته من نبي الله صلى الله عليه و سلم ما لا أحصيه
297 - ورواه أيضا بنحوه من طريق صحيح وزاد فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة
298 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه فإن قعد قعد مغفورا له
وإسناد هذه حسن
299 - وفي أخرى له أيضا إذا توضأ المسلم فغسل يديه كفر عنه ما عملت ليداه فإذا
غسل وجهه كفر عنه ما نظرت إليه عيناه وإذا مسح برأسه كفر به ما سمعت أذناه فإذا غسل رجليه كفر عنه ما مشت إليه قدماه ثم يقوم إلى الصلاة فهي فضيلة
وإسناد هذه حسن أيضا
300 - وفي رواية للطبراني في الكبير قال أبو أمامة لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا سبع مرات ما حدثت به
قال إذا توضأ الرجل كما أمر ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه وإسناده حسن أيضا
301 - وعن ثعلبة بن عباد عن أبيه رضي الله عنه قال ما أدري كم حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أزواجا أو أفرادا قال ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه ثم غسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف من ذنبه
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لين
الذقن بفتح الذال المعجمة والقاف أيضا وهو مجتمع اللحيين من أسفلهما
302 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه إلا أنه قال إسباغ الوضوء شطر الإيمان ورواه النسائي دون قوله كل الناس يغدو إلى آخره
قال الحافظ عبد العظيم وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءا مفردا
303 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه
الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
304 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا
رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
305 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات
قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط
رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه بمعناه ورواه ابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري إلا أنهما قالا فيه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط
رواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل بن سعد عنه
306 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان
رواه الطبراني في الأوسط
307 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني الليلة آت من ربي قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم في الكفارات والدرجات ونقل الأقدام للجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه الترمذي في حديث يأتي بتمامه إن شاء الله تعالى في صلاة الجماعة وقال حديث حسن
السبرات جمع سبرة وهي شدة البرد
308 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من توضأ واحدة فتلك وظيفة الوضوء التي لا بد منها ومن توضأ اثنين فله كفلان من الأجر ومن توضأ ثلاثا فذلك وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي
رواه الإمام أحمد وابن ماجه وفي إسنادهما زيد العمي وقد وثق وبقية رواة أحمد رواة الصحيح ورواه ابن ماجه أطول منه من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف
309 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن رواه النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح
310 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من عمل
رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال غفر له ما تقدم من ذنبه
8 - الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده
311 - عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له سوى وهم أبي بلال الأشعري ورواه ابن حبان في صحيحه من غير طريق أبي بلال وقال في أوله سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة
الحديث ورواه ابن ماجه أيضا من حديث ليث هو ابن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر من حديث أبي حفص الدمشقي وهو مجهول عن أبي أمامة يرفعه
وعن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استقيموا ونعما إن استقمتم وحافظوا على الوضوء فإن خير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به
رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة
قال المملي الحافظ عبد العظيم وربيعة الجرشي مختلف في صحبته وروى عن عائشة وسعد وغيرهما قتل يوم مرج راهط
313 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك
رواه أحمد بإسناد حسن
314 - وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي فقال بلال يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لهذا
رواه ابن خزيمة في صحيحه
315 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
قال الحافظ وأما الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الوضوء على الوضوء نور على نور
فلا يحضرني له أصل من حديث النبي صلى الله عليه و سلم ولعله من كلام بعض السلف والله أعلم
9 - الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا
316 - قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا وضوء لمن لم يسم الله
كذا قال
317 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا صلاة لمن لا وضوء
له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ عبد العظيم وليس كما قال فإنهم رووه عن يعقوب بن سلمة الليثي عن أبيه عن أبي هريرة وقد قال البخاري وغيره لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة ولا ليعقوب سماع من أبيه انتهى وأبو سلمة أيضا لا يعرف ما روي عنه غير ابنه يعقوب فأين شرط الصحة
318 - وعن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها قال الترمذي وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
قال الحافظ وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال
وقد ذهب الحسن وإسحاق بن راهويه وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء حتى إنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء وهو رواية عن الإمام أحمد ولا شك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة والله أعلم
الترغيب في السواك وما جاء في فضله
319 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة
رواه البخاري واللفظ له ومسلم إلا أنه قال عند كل صلاة
والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال مع الوضوء عند كل صلاة ورواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه وعندهما لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء
320 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
321 - وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون
رواه أحمد بإسناد جيد ورواه البزار والطبراني في الكبير من حديث العباس بن عبد المطلب ولفظه لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء
ورواه أبو يعلى بنحوه وزاد فيه وقالت عائشة رضي الله عنها وما زال النبي صلى الله عليه و سلم يذكر السواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن
322 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحيهما ورواه البخاري معلقا مجزوما وتعليقاته المجزومة صحيحة ورواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث ابن عباس وزاد فيه ومجلاة للبصر
323 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع من سنن
المرسلين الختان والتعطر والسواك والنكاح
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
324 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب تبارك وتعالى
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة
325 - وعن شريح بن هانىء قال قلت لعائشة رضي الله عنها بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل بيته قالت بالسواك
رواه مسلم وغيره
326 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج من بيته لشيء من الصلاة حتى يستاك
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
327 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك
رواه ابن ماجه والنسائي ورواته ثقات
328 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته عليهم وإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي
رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
329 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن أو وحي
رواه أبو يعلى وأحمد ولفظه قال لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحى إلي فيه شيء
ورواته ثقات
330 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت بالسواك
حتى خشيت أن يكتب علي
رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم
331 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي
رواه الطبراني بإسناد لين
332 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزمت السواك حتى خشيت أن يدرد في
رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح ورواه البزار من حديث أنس ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد
الدرد سقوط الأسنان
333 - وعن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن
رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه
334 - وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعون ضعفا
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن خزيمة في صحيحه وقال في القلب من هذا الخبر شيء فإني أخاف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمعه من ابن شهاب ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم كذا قال ومحمد بن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات
335 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك
رواه أبو نعيم في كتاب السواك بإسناد جيد
336 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك
رواه أبو نعيم أيضا بإسناد حسن
الترغيب في تخليل الأصابع والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا أخل بشيء من القدر الواجب
337 - عن أبي أيوب يعني الأنصاري رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال حبذا المتخللون من أمتي
قال وما المتخللون يا رسول الله قال المتخللون في الوضوء والمتخللون من الطعام
أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع وأما تخليل الطعام فمن الطعام إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي
رواه الطبراني في الكبير ورواه أيضا هو والإمام أحمد كلاهما مختصرا عن أبي أيوب وعطاء قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حبذا المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام
ورواه في الأوسط من حديث أنس
ومدار طرقه كلها على واصل بن عبد الرحمن الرقاشي وقد وثقه شعبة وغيره
338 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط هكذا مرفوعا ووقفه في الكبير على ابن مسعود بإسناد حسن وهو الأشبه
339 - وروي عن واثلة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله بالنار يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير
340 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار
رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا ووقفه في الكبير على ابن مسعود بإسناد والله أعلم
341 - وفي رواية له في الكبير موقوفة قال خللوا الأصابع الخمس لا يحشوها الله نارا
قوله لتنتهكن أي لتبالغن في غسلها أو لتبالغن النار في إحراقها والنهك المبالغة في كل شيء
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا لم يغسل عقبيه فقال ويل للأعقاب من النار
343 - وفي رواية أن أبا هريرة رأى قوما يتوضؤون من الطهرة فقال أسبغوا الوضوء فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم قال ويل للأعقاب من النار أو ويل للعراقيب من النار
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه مختصرا
344 - وروى الترمذي منه ويل للأعقاب من النار ثم قال وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
قال الحافظ وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مرفوعا ورواه أحمد موقوفا عليه
345 - وعن أبي الهيثم قال رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم أتوضأ فقال بطن القدم يا أبا الهيثم
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
346 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى قوما وأعقابهم تلوح فقال ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه ورواه البخاري بنحوه
348 - وفي رواية فتردد في آية فلما انصرف قال إنه لبس علينا القرآن إن أقواما
منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء
رواه أحمد هكذا ورجال الروايتين محتج بهم في الصحيح ورواه النسائي عن أبي روح عن رجل
349 - وعن رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنها لا تتم صلاة لاحد حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
12 - الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء
350 - روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وقالا فيحسن الوضوء
وزاد أبو داود ثم يرفع طرفه إلى السماء ثم يقول فذكره ورواه الترمذي كأبي داود وزاد اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
الحديث وتكلم فيه
351 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق
ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له ورواه النسائي وقال في آخره ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة
وصوب وقفه على أبي سعيد
وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فغسل يديه ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ومسح رأسه ثم غسل رجليه ثم لم يتكلم حتى يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله غفر له ما بين الوضوءين
رواه أبو يعلى والدارقطني
13 - الترغيب في ركعتين بعد الوضوء
353 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبلال يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة
قال ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي
رواه البخاري ومسلم
الدف بالضم صوت النعل حال المشي
354 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه في حديث
356 - وعن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رأى عثمان بن عفان رضي
الله عنه دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
357 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يشك سهل يحسن الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر له
رواه أحمد بإسناد حسن
كتاب الصلاة الترغيب في الأذان وما جاء في فضله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا
رواه البخاري ومسلم
قوله لاستهموا أي لاقترعوا والتهجير هو التبكير إلى الصلاة
359 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة
360 - وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة
قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
ورواه مالك والبخاري والنسائي وابن ماجه وزاد ولا حجر ولا شجر إلا شهد له وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال سمع