ج3وج4.كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا
رواه البزار بإسناد حسن والطبراني في الكبير وقال أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم
1363 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم عاد بلالا فأخرج له صبرا من تمر فقال ما هذا يا بلال قال ادخرته لك يا رسول الله
قال أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن
1364 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم لا توكي فيوكأ عليك
وفي رواية أنفقي أو انفحي أو انضحي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
انفحي بالحاء المهملة وانضحي وأنفقي الثلاثة معنى واحد وقوله لا توكي قال الخطابي لا تدخري والإيكاء شد رأس الوعاء بالوكاء وهو الرباط الذي يربط به يقول لا تمنعي ما في يدك فتنقطع مادة بركة الرزق عنك انتهى
1365 - وعن بلال رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بلال مت فقيرا ولا تمت غنيا
قلت وكيف لي بذلك قال ما رزقت فلا تخبأ وما سئلت فلا تمنع فقلت يا رسول الله وكيف لي بذلك قال هو ذاك أو النار
رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والحاكم وقال صحيح الإسناد وعنده قال لي الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا
والباقي بنحوه
1366 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها
وفي رواية لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل
وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار
رواه البخاري ومسلم والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني مثل ما للمغبط وهذا لا بأس به وله نيته فإن تمنى زوالها عنه فذلك حرام وهو الحسد المذموم
1367 - وعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت دخلت يوما على طلحة تعني ابن عبيد الله فرأيت منه ثقلا فقلت له ما لك لعله رابك منا شيء فنعتبك قال لا ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به
قالت وما يغمك منه ادع قومك فاقسمه بينهم فقال يا غلام علي بقومي فسألت الخازن كم قسم قال أربعمائة ألف
رواه الطبراني بإسناد حسن
1368 - وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نشر الله عبدين من عباده أكثر لهما من المال والولد فقال لأحدهما أي فلان ابن فلان قال لبيك رب وسعديك
قال ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى أي رب
قال وكيف صنعت فيما آتيتك قال تركته لولدي مخافة العيلة
قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا أما إن الذي تخوفت عليهم قد أنزلت بهم ويقول للآخر أي فلان ابن فلان فيقول لبيك أي رب وسعديك قال له ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى
أي رب
قال فكيف صنعت فيما آتيتك فقال أنفقت في طاعتك ووثقت لولدي من بعدي بحسن طولك
قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا أما إن الذي قد وثقت به أنزلت بهم
رواه الطبراني في الصغير والأوسط
العيلة بفتح العين المهملة وسكون الياء هو الفقر
والطول بفتح الطاء هو الفضل والقدرة والغنى
1369 - وعن مالك الدار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض
حاجتك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال رحمه الله ووصله تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت نحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحى بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك فقال إنهم إخوة بعضهم من بعض
رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون ومالك الدار لا أعرفه
تله هو بفتح التاء المثناة فوق واللام أيضا وتشديد الهاء أي تشاغل
فدحى بهما بالحاء المهملة أي رمى بهما
1370 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كانت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان عند مرضه قال يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ثم أغمي عليه
وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه و سلم ويشغل عائشة ما به فبعث إلى علي فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديد الموت ليلة الاثنين فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت أهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسى في حديد الموت
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة بمعناه
1371 - وعن عبد الله بن الصامت قال كنت مع أبي ذر رضي الله عنه فخرج عطاؤه ومعه جارية له
قال فجعلت تقضي حوائجه ففضل معها سبعة فأمرها أن تشتري به فلوسا
قال قلت لو أخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك
قال إن خليلي عهد إلي أن أيما ذهب أو فضة أوكىء عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز و جل
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
ورواه أحمد أيضا والطبراني باختصار القصة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أوكى على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به
هذا لفظ الطبراني ورجاله أيضا رجال الصحيح
1372 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أهديت للنبي صلى الله عليه و سلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه طائرا
فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد
فإن الله يأتي برزق غد
رواه أبو يعلى والبيهقي ورواة أبي يعلى ثقات
1373 - وعن أنس أيضا رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخر شيئا لغد
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي كلاهما من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عنه
1374 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلا خشية أن يكون فيها مال فأتوفى ولم أنفقه
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
لألج أي لأدخل
والغرفة بضم الغين المعجمة هي العلية
1375 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما أحب أن لي أحدا ذهبا أبقى صبح ثالثة وعندي منه شيء إلا شيئا أعده لدين
رواه البزار من رواية عطية عن أبي سعيد وهو إسناد حسن وله شواهد كثيرة
1376 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال لي أبو ذر يا ابن أخي كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم آخذا بيده فقال لي يا أبا ذر ما أحب أن لي أحدا ذهبا وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطا
قلت يا رسول الله قنطارا
قال يا أبا ذر أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر أريد الآخرة وتريد الدنيا قيراطا فأعادها علي ثلاث مرات
رواه البزار بإسناد حسن
1377 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم التفت إلى أحد فقال والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما للدين إن كان
رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد جيد قوي
وعن قيس بن أبي حازم قال دخلت على سعيد بن مسعود نعوده فقال ما أدري ما يقولون ولكن ليت ما في تابوتي هذا جمر فلما مات نظروا فإذا فيه ألف أو ألفان
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
1379 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار أو ديناران فقال كيتان
وفي رواية توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كية ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيتان
رواه أحمد والطبراني من طرق ورواة بعضها ثقات أثبات غير شهر بن حوشب
1380 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال توفي رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال كيتان
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
قال الحافظ وإنما كان كذلك لأنه ادخر مع تلبسه بالفقر ظاهرا ومشاركته الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة والله أعلم
1381 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتي بجنازة ثم أتي بأخرى فقال هل ترك من دين قالوا لا
قال فهل ترك شيئا قالوا نعم ثلاثة دنانير فقال بأصابعه ثلاث كيات الحديث
رواه أحمد بإسناد حسن جيد واللفظ له والبخاري بنحوه وابن حبان في صحيحه
1382 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر فأصابه من سهمه ديناران فأخذهما الأعرابي فجعلهما في عباءة فخيط عليهما ولف عليهما فمات الأعرابي فوجد الديناران فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كيتان
رواه أحمد وإسناده حسن لا بأس به في المتابعات
ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن
1383 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب وللخادم مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا
رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وعند بعضهم إذا تصدقت بدل أنفقت
1384 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
1385 - وفي رواية لابي داود أن أبا هريرة رضي الله عنه سئل عن المرأة هل تتصدق من بيت زوجها قال لا إلا من قوتها والأجر بينهما ولا يحل لها أن تتصدق من مال زوجها إلا بإذنه
زاد رزين العبدري في جامعه فإن أذن لها فالأجر بينهما فإن فعلت بغير إذنه فالأجر له والإثم عليها
1386 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها
رواه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب
1387 - وعن أسماء رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق قال تصدقي ولا توعي فيوعى عليك
وفي رواية أنها جاءت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي قال ارضخي ما استطعت ولا توعي
فيوعي الله عليك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
1388 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجرها ولزوجها مثل ذلك لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبه شيئا له بما كسب ولها بما أنفقت
رواه الترمذي وقال حديث حسن
1389 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته عام حجة الوداع لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها
قيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذلك أفضل أموالنا
رواه الترمذي وقال حديث حسن
الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماء والترهيب من منعه
1390 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
رواه البخاري ومسلم والنسائي
1391 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من الماء
فقلت أخبرني بشيء إذا عملته دخلت الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
1393 - وعنه أيضا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرطهما
1394 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام
رواه ابن حبان في صحيحه
1395 - وعن حمزة بن صهيب عن أبيه رضي الله عنه قال قال عمر لصهيب فيك سرف في الطعام فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خياركم من أطعم الطعام
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل ومن لا يحضرني الآن حاله
1396 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكفارات إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال المملي رضي الله عنه كيف وعبد الله بن أبي حميد متروك
1397 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب
قال وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
انجفل الناس بالجيم أي أسرعوا ومضوا كلهم
استثبته أي تحققته وتبينته وتقدمت أحاديث من هذا الباب في الوضوء والصلاة وغيرهما ويأتي أحاديث أخر في السلام وطلاقة الوجه إن شاء الله تعالى
1398 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من موجبات الرحمة إطعام المسلم المسكين
رواه الحاكم وصححه والبيهقي متصلا ومرسلا من طريقه أيضا إلا أنه قال إن من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان وقال قال عبد الوهاب يعني الجائع
ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب إلا أنه قال إن من موجبات الجنة إطعام المسلم السغبان
السغبان بالسين المهملة والغين المعجمة بعدهما باء موحدة
1399 - وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل أحد
رواه ابن حبان في صحيحه وتقدم هو وحديث أبي برزة أيضا إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز و جل حتى تكون مثل أحد
1400 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل ليدخل بلقمة الخبز وقبصة التمر ومثله مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة الآمر به والزوجة المصلحة له والخادم الذي يناول المسكين
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي لم ينس خدمنا
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وتقدم
القبصة بفتح القاف وضمها وبالصاد المهملة هي ما يتناوله الآخذ برؤوس أصابعه الثلاث
1401 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما وأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك
الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له
رواه ابن حبان في صحيحه
1402 - وعن البراء بن عازب قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن
الحديث
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي ويأتي بتمامه في العتق إن شاء الله تعالى
1403 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أطعم أخاه حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندقين مسيرة خمسمائة عام
رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ ابن حبان في الثواب والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد
1404 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصدقة أن تشبع كبدا جائعا
رواه أبو الشيخ في الثواب والبيهقي واللفظ له والأصبهاني كلهم من رواية زربي مؤذن هشام عن أنس ولفظ أبي الشيخ والأصبهاني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عمل أفضل من إشباع كبد جائع
1405 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عري كساه الله يوم القيامة من حلل الجنة
رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود
ويأتي لفظه وقال الترمذي حديث غريب وقد روي موقوفا على أبي سعيد وهو أصح وأشبه ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف موقوفا على ابن مسعود ولفظه قال يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط فمن كسا لله عز و جل كساه الله عز و جل ومن أطعم لله عز
وجل أطعمه الله عز و جل ومن سقى لله عز و جل سقاه الله عز و جل ومن عمل لله أغناه الله ومن عفا لله عز و جل أعفاه الله عز و جل
وروي مرفوعا بهذا اللفظ
1406 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني
قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني
قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين
قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي
رواه مسلم
1407 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا
قال من تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا فقال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
1408 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أبو الشيخ في الثواب من حديث ابن عمر بنحوه
وفي رواية له أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تطرد عنه جوعا أو تقضي عنه دينا
1409 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله الله بابا من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله
رواه الطبراني في الكبير
السغب بفتح السين المهملة والغين المعجمة جميعا هو الجوع
1410 - وروي عن جعفر العبدي و الحسن قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل يباهي ملائكته بالذين يطعمون الطعام من عبيده
رواه أبو الشيخ في الثواب مرسلا
1411 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته رفق بالضعيف وشفقة على الوالدين وإحسان إلى المملوك
وثلاث من كن فيه أظله الله عز و جل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله الوضوء في المكاره والمشي إلى المساجد في الظلم وإطعام الجائع
رواه الترمذي بالثلاث الأول فقط وقال حديث غريب
رواه الشيخ في الثواب وأبو القاسم الأصبهاني بتمامه
1412 - وعن علي رضي الله عنه قال لأن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين من طعام أحب إلي من أن أدخل سوقكم فأشتري رقبة فأعتقها
رواه أبو الشيخ في الثواب موقوفا عليه وفي إسناده ليث بن أبي سليم
1413 - وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأن أطعم أخا لي في الله لقمة أحب إلي من أن أتصدق على مسكين بدرهم ولأن أعطي أخا لي في الله درهما أحب إلي من أن أتصدق على مسكين بمائة درهم
رواه أبو الشيخ أيضا فيه ولعله موقوف كالذي قبله
1414 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال رجلان سلكا مفازة عابد والآخر به رهق فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال والله إن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا أبدا ولئن سقيته مائي لأموتن فتوكل على الله وعزم فرش عليه من مائه وسقاه فضله فقام فقطع المفازة فيوقف الذي به رهق للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول يا فلان أما تعرفني فيقول ومن أنت فيقول أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة فيقول بلى أعرفك فيقول للملائكة قفوا فيقفون فيجيء حتى يقف فيدعو ربه عز و جل
فيقول يا رب قد عرفت يده عندي وكيف آثرني على نفسه
يا رب هبه لي فيقول هو لك فيجيء فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة فقلت لأبي ظلال أحدثك أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم
رواه الطبراني في الأوسط وأبو ظلال اسمه هلال بن سويد أو ابن أبي سويد وثقه البخاري وابن حبان لا غيره ورواه البيهقي في الشعب عن أبي ظلال أيضا عن أنس بنحوه ثم قال وهذا الإسناد إن كان غير قوي فله شاهد من حديث أنس ثم روي بإسناده من طريق علي بن أبي سارة وهو متروك
1415 - وعن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار فيقول يا فلان هل تعرفني فيقول لا والله ما أعرفك من أنت فيقول أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة من ماء فسقيتك قال قد عرفت قال فاشفع لي بها عند ربك
قال فيسأل الله تعالى جل ذكره فيقول إني أشرفت على النار فناداني رجل من أهلها فقال لي هل تعرفني قلت لا والله ما أعرفك من أنت قال أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة من ماء فسقيتك فاشفع لي عند ربك فشفعني فيه فيشفعه الله فيأمر به فيخرج من النار
رواه ابن ماجه ولفظه قال يصف الناس يوم القيامة صفوفا ثم يمر أهل الجنة فيمر الرجل على الرجل من أهل النار فيقول يا فلان أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة
قال فيشفع له ويمر الرجل على الرجل فيقول أما تذكر يوم ناولتك طهورا فيشفع له ويمر الرجل على الرجل فيقول يا فلان أما تذكر يوم بعثتني لحاجة كذا وكذا فذهبت لك فيشفع له
رواه الأصبهاني بنحو ابن ماجه
قوله به رهق بفتح الراء والهاء بعدهما قاف أي غشيان للمحارم وارتكاب للطغيان والمفاسد
1416 - وعن كدير الضبي أن رجلا أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال النبي صلى الله عليه و سلم أو هما أعملتاك قال نعم قال تقول
العدل وتعطي الفضل
قال والله لا أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطي الفضل
قال فتطعم الطعام وتفشي السلام قال هذه أيضا شديدة
قال فهل لك إبل قال نعم
قال فانظر إلى بعير من إبلك وسقاء ثم اعمد إلى أهل بيت لا يشربون الماء إلا غبا فاسقهم فلعلك لا يهلك بعيرك ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة
قال فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيدا
رواه الطبراني والبيهقي ورواه الطبراني إلى كدير رواة الصحيح ورواه ابن خزيمة في صحيحه باختصار وقال لست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كدير
قال الحافظ قد سمعه أبو إسحاق من كدير ولكن الحديث مرسل
وقد توهم ابن خزيمة أن لكدير صحبة فأخرج حديثه في صحيحه وإنما هو تابعي شيعي تكلم فيه البخاري والنسائي وقواه أبو حاتم وغيره وقد عده جماعة من الصحابة وهما منهم ولا يصح والله أعلم
أعملتاك أي بعثتاك واستعملتاك وحملتاك على الإتيان والسؤال وقوله لا يشربون الماء إلا غبا
بكسر الغين المعجمة وتشديد الباء الموحدة أي يوما دون يوم
1417 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال ما عمل إن عملت به دخلت الجنة قال أنت ببلد يجلب به الماء قال نعم
قال فاشتر بها سقاء جديدا ثم اسق فيها حتى تخرقها فإنك لن تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنة
رواه الطبراني في الكبير ورواة إسناده ثقات إلا يحيى الحماني
1418 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي البعير لغيري فسقيته فهل في ذلك من أجر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في كل ذات كبد
أجرا
رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون
1419 - وعن محمود بن الربيع أن سراقة بن جعشم
قال يا رسول الله الضالة ترد على حوضي فهل لي فيها من أجر إن سقيتها
قال اسقها فإن في كل ذات كبد حراء أجرا
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم رضي الله عنه
1420 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له
قالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا فقال في كل كبد رطبة أجر
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال فشكر الله له فأدخله الجنة
1421 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع تجري للعبد بعد موته وهو في قبره من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته
رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي
قال الحافظ تقدم أن ابن ماجه رواه من حديث أبي هريرة بإسناد حسن لكن لم يذكر ابن ماجه غرس النخل ولا حفر البئر وذكر موضعهما الصدقة وبيت ابن السبيل
ورواه ابن خزيمة في صحيحه لم يذكر فيه المصحف وقال أو نهرا أكراه
يعني حفره
1422 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس صدقة أعظم أجرا من ماء
رواه البيهقي
1423 - وعن أنس رضي الله عنه أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها قال نعم وعليك بالماء
رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح
1424 - وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إن أمي ماتت فأي
الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئرا وقال هذه لأم سعد
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال إن صح الخبر وابن حبان في صحيحه ولفظه قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سقي الماء
والحاكم بنحو ابن حبان وقال صحيح على شرطهما
قال المملي الحافظ رحمه الله بل هو منقطع الإسناد عند الكل فإنهم كلهم رووه عن سعيد بن المسيب عن سعد ولم يدركه فإن سعدا توفي بالشام سنة خمس عشرة وقيل سنة أربع عشرة ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة ورواه أبو داود أيضا والنسائي وغيرهما عن الحسن البصري عن سعد ولم يدركه أيضا فإن مولد الحسن سنة إحدى وعشرين ورواه أبو داود أيضا وغيره عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن سعد والله أعلم
1425 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حفر ماء لم تشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة
رواه البخاري في تاريخه وابن خزيمة في صحيحه
1426 - وعن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت ابن المبارك وسأله رجل يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين وقد عالجت بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به
قال اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس الماء فاحفر هناك بئرا فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ
رواه البيهقي وقال وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب وبقي فيه قريبا من سنة فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة فدعا له وأكثر الناس التأمين فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه يقول لها قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر
بسقاية بنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين
فصل
1427 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل
زاد في رواية يقول الله له اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك الحديث
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى
1428 - وعن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت استأذن أبي النبي صلى الله عليه و سلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء
قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح
قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال أن تفعل الخير خير لك
رواه أبو داود
1430 - وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء والملح والنار
قالت قلت يا رسول الله هذا الماء وقد عرفناه فما بال الملح والنار قال يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما
أنضجت تلك النار ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيبت تلك الملح ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياها
رواه ابن ماجه
1431 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلإ والنار وثمنه حرام
قال أبو سعيد يعني الماء الجاري
رواه ابن ماجه أيضا
الكلأ بفتح الكاف واللام بعدهما همزة غير ممدود هو العشب رطبه ويابسه
5 - الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه
1432 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ورواه الطبراني في الأوسط مختصرا قال من اصطنع إليكم معروفا فجازوه فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى تعلموا أن قد شكرتم فإن الله شاكر يحب الشاكرين
1433 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور
رواه الترمذي عن أبي الزبير عنه وقال حديث حسن غريب ورواه
أبو داود عن رجل عن جابر وقال هو شرحبيل بن سعد ورواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل عنه ولفظه من أولي معروفا فلم يجد له جزاء إلا الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور
قال الحافظ وشرحبيل بن سعد تأتي ترجمته
وفي رواية جيدة لأبي داود من أبلي فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره
قوله من أبلي أي من أنعم عليه والإبلاء الإنعام
1434 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
وفي رواية من أولي معروفا أو أسدي إليه معروف فقال للذي أسداه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ وقد أسقط من بعض نسخ الترمذي ورواه الطبراني في الصغير مختصرا إذا قال الرجل جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
1435 - وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس
وفي رواية لا يشكر الله من لا يشكر الناس
رواه أحمد ورواته ثقات ورواه الطبراني من حديث أسامة بن زيد بنحو الأولى
1436 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أتي إليه معروف فليكافىء به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور
رواه أحمد ورواته ثقات إلا صالح بن أبي الأخضر
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس
رواه أبو داود والترمذي وقال صحيح
قال الحافظ روي هذا الحديث برفع الله وبرفع الناس وروي أيضا بنصبهما وبرفع الله ونصب الناس وعكسه أربع روايات
1438 - وروي عن طلحة يعني ابن عبيد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره
رواه الطبراني ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عائشة رضي الله عنها
1439 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب
رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد لا بأس به ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف باختصار
1440 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال المهاجرون يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم ولقد كفونا المؤنة
قال أليس تثنون عليهم به وتدعون لهم قالوا بلى قال فذاك بذاك
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له
كتاب الصوم الترغيب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله وفضل دعاء الصائم 1441 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
1442 - وفي رواية للبخاري يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها
1443 - وفي رواية لمسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
1444 - وفي أخرى له أيضا و لابن خزيمة وإذا لقي الله عز و جل فجزاه فرح
الحديث
ورواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي بمعناه مع اختلاف بينهم في الألفاظ
1445 - وفي رواية للترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ربكم يقول كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به والصوم جنة من النار ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم إني صائم
1446 - وفي رواية لابن خزيمة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به الصيام جنة والذي نفس محمد بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك
للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
1447 - وفي أخرى له قال كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
قال الله إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه
الرفث بفتح الراء والفاء يطلق ويراد به الجماع ويطلق ويراد به الفحش ويطلق ويراد به خطاب الرجل والمرأة فيما يتعلق بالجماع
وقال كثير من العلماء إن المراد به في هذا الحديث الفحش ورديء الكلام
والجنة بضم الجيم هو ما يجنك
أي يسترك ويقيك مما تخاف ومعنى الحديث إن الصوم يستر صاحبه ويحفظه من الوقوع في المعاصي
والخلوف بفتح الخاء المعجمة وضم اللام هو تغير رائحة الفم من الصوم
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي فقال إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز و جل عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله
ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة هذا كلامه وهو غريب
وفي معنى هذه اللفظة أوجه كثيرة ليس هذا موضع استيفائها
وتقدم حديث الحارث الأشعري فيه وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب أن يجد ريحها وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك
الحديث رواه الترمذي وصححه إلا أنه قال وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له وابن حبان والحاكم وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة
1448 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأعمال عند الله عز و جل سبع عملان موجبان وعملان بأمثالهما وعمل بعشر أمثاله وعمل بسبعمائة وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز و جل فأما الموجبان فمن لقي الله يعبده مخلصا لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة ومن لقي الله قد أشرك به وجبت له النار ومن عمل سيئة جزي بها ومن أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها جزي مثلها ومن عمل حسنة جزي عشرا ومن أنفق ماله في سبيل الله ضعفت له نفقته الدرهم بسبعمائة والدينار بسبعمائة والصيام لله عز و جل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز و جل
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي وهو في صحيح ابن حبان من حديث حريم بن فاتك بنحوه لم يذكر فيه الصوم
1449 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي
وزاد ومن دخله لم يظمأ أبدا
وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال فإذا دخل أحدهم أغلق من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا
1450 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغزوا تغنموا
وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
1451 - وروي عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام جنة وحصن حصين من النار
رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي
1452 - وعن جابر رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام جنة يستجن بها العبد من النار
رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي
1453 - وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وصيام حسن ثلاثة أيام من كل شهر
رواه ابن خزيمة في صحيحه
1454 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له ألا أدلك على أبواب الخير
قلت بلى يا رسول الله
قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار
رواه الترمذي في حديث وصححه ويأتي بتمامه في الصمت إن شاء الله وتقدم حديث كعب بن عجرة وغيره بمعناه
1455 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه
ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله محتج بهم في الصحيح ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع وغيره بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
1456 - وعن سلمة بن قيصر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما ابتغاء وجه الله باعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما
رواه أبو يعلى والبيهقي ورواه الطبراني فسماه سلامة بزيادة ألف وفي إسناده عبد الله بن لهيعة ورواه
أحمد والبزار من حديث أبي هريرة وفي إسناده رجل لم يسم
1457 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رجلا صام يوما تطوعا ثم أعطي ملء الأرض ذهبا لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب
رواه أبو يعلى والطبراني ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم
1458 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا موسى على سرية في البحر فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى أخبرنا إن كنت مخبرا
قال إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش
رواه البزار بإسناد حسن إن شاء الله ورواه ابن أبي الدنيا من حديث لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى بنحوه إلا أنه قال فيه قال إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله عز و جل أن يرويه يوم القيامة
قال وكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرا فيصومه
الشراع بكسر الشين المعجمة هو قلع السفينة الذي يصفقه الريح فتمشي
1459 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم والصيام نصف الصبر
رواه ابن ماجه
1460 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال أسندت النبي صلى الله عليه و سلم إلى صدري فقال من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة
رواه أحمد بإسناد لا بأس به والأصبهاني ولفظه يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز و جل أدخله الله الجنة
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له
قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له
قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له
رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه هكذا بالتكرار وبدونه وللحاكم وصححه
1462 - وفي رواية للنسائي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به قال عليك بالصيام فإنه لا مثل له
ورواه ابن حبان في صحيحه في حديث قال قلت يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له
قال فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف
1463 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
1464 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن
1465 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به
1466 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوما في سبيل الله في غير رمضان بعد من النار مائة عام سير المضمر الجواد
رواه أبو يعلى من طريق زبان بن فائد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا
رواه النسائي بإسناد حسن والترمذي من رواية ابن لهيعة وقال حديث غريب ورواه ابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد العزيز الليثي وبقية الإسناد ثقات
1468 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
رواه الترمذي من رواية الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة وقال حديث غريب ورواه الطبراني إلا أنه قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد المضمر
وقد ذهب طوائف من العلماء إلى أن هذه الأحاديث جاءت في فضل الصوم في الجهاد
وبوب على هذا الترمذي وغيره وذهبت طائفة إلى أن كل الصوم في سبيل الله إذا كان خالصا لوجه الله تعالى ويأتي باب في الصوم في الجهاد إن شاء الله تعالى
فصل
1469 - عن عبد الله يعني ابن أبي مليكة عن عبد الله يعني ابن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد قال وسمعت عبد الله يقول عند فطره اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي
زاد في رواية ذنوبي
رواه البيهقي عن إسحاق بن عبيد الله عنه وإسحاق هذا مدني لا يعرف والله أعلم
1470 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم
الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
رواه أحمد في حديث والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنهم قالوا حتى يفطر
ورواه البزار مختصرا ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع
2 - الترغيب في صيام رمضان احتسابا وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله
1471 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه مختصرا
1472 - وفي رواية للنسائي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
قال وفي حديث قتيبة وما تأخر
قال الحافظ انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان وهو ثقة ثبت وإسناده على شرط الصحيح ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن إلا أن حمادا شك في وصله أو إرساله
قال الخطابي قوله إيمانا واحتسابا أي نية وعزيمة وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه غير كاره له ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب
وقال البغوي قوله احتسابا أي طلبا لوجه الله تعالى وثوابه يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها أي يتطلبها
1473 - وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
1474 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ كفر ما قبله
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي
1475 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه وكتب له بكل يوم عتق رقبة وبكل ليلة عتق رقبة وكل يوم حملان فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة
رواه ابن ماجه ولا يحضرني الآن سنده
1476 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا ويزين الله عز و جل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة
قيل يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى
عمله
رواه أحمد والبزار والبيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب إلا أن عنده وتستغفر لهم الملائكة
بدل الحيتان
1477 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي
أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز و جل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا
وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك
وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة
وأما الرابعة فإن الله عز و جل يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي
وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا
فقال رجل من القوم أهي ليلة القدر فقال لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم
رواه البيهقي وإسناده مقارب أصلح مما قبله
1478 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواه مسلم
قال الحافظ وتقدم أحاديث كثيرة في كتاب الصلاة وكتاب الزكاة تدل على فضل صوم رمضان فلم نعدها لكثرتها فمن أراد شيئا من ذلك فليراجع مظانه
1479 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
وعن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فلما رقي عتبة
قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين
قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين
رواه ابن حبان في صحيحه
1481 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال آمين
آمين
آمين
قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين
الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له
1482 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان وليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها إلا كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة بكل سجدة وبنى له بيتا في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل باب قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام
رواه البيهقي وقال قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا أو لبعض معناه كذا قال رحمه الله
1483 - وعن سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر يوم من شعبان قال يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره
شيء
قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما
فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما
فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه ثم قال صح الخبر ورواه من طريق البيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب باختصار عنهما
1484 - وفي رواية لابي الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبرائيل عليه السلام ليلة القدر ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه
قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده قال فقبضة من طعام
قلت أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز قال فمذقة من لبن
قال أفرأيت إن لم تكن عنده قال فشربة من ماء
قال الحافظ وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جدعان ورواه ابن خزيمة أيضا والبيهقي باختصار عنه من حديث أبي هريرة وفي إسناده كثير بن زيد
1485 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه و سلم ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ويكتب إصره وشقاءه قبل أن يدخله وذلك أن المؤمن يعد فيه القوت من النفقة للعبادة ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن وقال بندار في حديثه فهو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر
رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره
1486 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين
رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ولفظهم قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وقال ابن خزيمة الشياطين مردة الجن بغير واو وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة
قال الترمذي حديث غريب ورواه النسائي والحاكم بنحو هذا اللفظ وقال الحاكم صحيح على شرطهما
صفدت بضم الصاد وتشديد الفاء أي شدت بالأغلال
1488 - وروي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبدا ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار تعالى بنوره مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد يا معشر الملائكة يوحى إليهم ما جزاء الأجير إذا وفى عمله تقول الملائكة يوفى أجره فيقول الله تعالى أشهدكم أني قد غفرت لهم
رواه الأصبهاني
1489 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم
رواه النسائي والبيهقي كلاهما عن أبي قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما أعلم
قال الحليمي وتصفيد الشياطين في شهر رمضان يحتمل أن يكون المراد به أيامه
خاصة وأراد الشياطين التي مسترقة السمع ألا تراه قال مردة الشياطين لأن شهر رمضان كان وقتا لنزول القرآن إلى السماء الدنيا وكانت الحراسة قد وقعت بالشهب كما قال تعالى وحفظا من كل شيطان مارد الصافات 7
فزيدوا التصفيد في شهر رمضان مبالغة في الحفظ والله أعلم ويحتمل أن يكون المراد أيامه وبعده
والمعنى أن الشياطين لا يخلصون فيه من إفساد الناس إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره لاشتغال المسلمين بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن وسائر العبادات
1490 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوما وحضر رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز و جل
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن محمد بن قيس لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل
1491 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم
رواه ابن ماجه وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
1492 - وروى الطبراني في الأوسط عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له إذا لم يغفر له فمتى
1493 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان فتحت
أبواب الجنة للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم قال ويقول الله عز و جل يا رضوان افتح أبواب الجنان ويا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد صلى الله عليه و سلم ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صلى الله عليه و سلم صيامهم
قال ويقول الله عز و جل في كل ليلة من شهر رمضان لمناد ينادي ثلاث مرات هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض المليء غير العدوم والوفي غير الظلوم
قال ولله عز و جل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره وإذا كانت ليلة القدر يأمر الله عز و جل جبرائيل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء أخضر فيركزوا اللواء على ظهر الكعبة وله مائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في تلك الليلة فينشرهما في تلك الليلة فيجاوزان المشرق إلى المغرب فيحث جبرائيل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر ينادي جبرائيل عليه السلام معاشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبرائيل فما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد صلى الله عليه و سلم فيقول نظر الله إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة فقلنا يا رسول الله من هم قال رجل مدمن خمر وعاق لوالديه وقاطع رحم ومشاحن
قلنا يا رسول الله ما المشاحن قال هو المصارم فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة فإذا كانت غداة الفطر بعث الله عز و جل الملائكة في كل بلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمع من خلق الله عز و جل إلا الجن والإنس فيقولون يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويعفو عن العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز و جل للملائكة ما جزاء الأجير إذا عمل عمله قال فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره
قال فيقول فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي ويقول يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ولا لدنياكم إلا نظرت لكم فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب
الحدود وانصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز و جل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان
رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي واللفظ له وليس في إسناده من أجمع على ضعفه
1494 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شهر رمضان شهر أمتي يمرض مريضهم فيعودونه فإذا صام مسلم لم يكذب ولم يغتب وفطره طيب سعى إلى العتمات محافظا على فرائضه خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها
رواه أبو الشيخ أيضا
1495 - وعن أبي مسعود الغفاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم وأهل رمضان فقال لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان فقال رجل من خزاعة يا نبي الله حدثنا فقال إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق أشجار الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا ربنا اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة كما نعت الله عز و جل حور مقصورات في الخيام الرحمن 27
على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى وتعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لم يجده لاوله ولكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحا بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات
رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي من طريقه وأبو الشيخ في الثواب وقال ابن خزيمة وفي القلب من جرير بن أيوب شيء
قال الحافظ جرير بن أيوب البجلي واه والله أعلم
الأريكة اسم لسرير عليه فراش وبشخانة وقال أبو إسحاق الأرائك الفرش في الحجال يعني البشخانات وفي الحديث ما يفهم أن الأريكة اسم للبشخانة فوق الفراش والسرير والله أعلم
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لله عز و جل عند كل فطر عتقاء
رواه أحمد بإسناد لا بأس به والطبراني والبيهقي وقال هذا حديث غريب في رواية الأكابر عن الأصاغر وهو رواية الأعمش عن الحسين بن واقد
1498 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين
رواه أحمد في حديث والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبزار ولفظه ثلاثة حق على الله أن لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع
1499 - وعن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله عز و جل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى
رواه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلا
1500 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنده عن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب واحد الشهر كله وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب الشهر كله وغلت عتاة الجن ونادى مناد من السماء كل ليلة إلى انفجار الصبح يا باغي الخير يمم وأبشر ويا باغي الشر أقصر وأبصر هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتوب الله عليه هل من داع يستجاب له هل من سائل يعطى سؤاله ولله عز و جل عند كل فطر من شهر رممضان كل ليلة عتقا من النار ستون ألف فإذا كان يوم الفطر أعتق الله مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألف ستين ألف رواه
البيهقي وهو حديث حسن لا بأس به في المتابعات في إسناده ناشب بن عمرو الشيبان وثق وتكلم فيه الدارقطني
1501 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي والأصبهاني
1502 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا يستقبلكم وتستقبلون ثلاث مرات فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله وحي نزل قال لا
قال عدو حضر قال لا
قال فماذا قال إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة
وأشار بيده إليها فجعل رجل بين يديه يهز رأسه ويقول بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فلان ضاق به صدرك
قال لا ولكن ذكرت المنافق فقال إن المنافقين هم الكافرون وليس للكافرين في ذلك شيء
رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وقال ابن خزيمة إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه
قال الحافظ قد ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهما جرحا والله أعلم
1503 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر رمضان يفضله على الشهور فقال من قام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه النسائي وقال هذا خطأ والصواب أنه عن أبي هريرة
1504 - وفي رواية له قال إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
1505 - وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء
رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
الحديث أخرجاه في الصحيحين
وتقدم في رواية لمسلم قال من يقم ليلة القدر فيوافقها وأراه قال إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
1507 - وروى أحمد من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ليلة القدر
قال هي في شهر رمضان في العشر الأواخر ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو آخر ليلة من رمضان
من قامها احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وما تقدمت هذه الزيادة في حديث أبي هريرة في أول الباب
1508 - وعن مالك رحمه الله أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر
ذكره في الموطأ هكذا
3 - الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر
1509 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه
رواه الترمذي واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية ابن المطوس وقيل أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة وذكره البخاري تعليقا غير مجزوم فقال ويذكر عن أبي هريرة رفعه
من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه
وقال الترمذي لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمعت محمدا يعني البخاري يقول أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث انتهى
وقال البخاري أيضا لا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به والله أعلم
1510 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة
قلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قالا الذين يفطرون قبل تحلة صومهم
الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وقوله قبل تحلة صومهم معناه يفطرون قبل وقت الإفطار
1511 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان رواه أبو يعلى بإسناد حسن
وفي رواية من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله
قال الحافظ وتقدمت أحاديث تدل لهذا الباب في ترك الصلاة وغيره
4 - الترغيب في صوم ست من شوال
1512 - عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني
وزاد قال قلت بكل يوم عشرة قال نعم
ورواته رواة الصحيح
1513 - وعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 061 رواه ابن ماجه والنسائي ولفظه جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة
وابن خزيمة في صحيحه ولفظه وهو رواية النسائي قال صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة
وابن حبان في صحيحه ولفظه من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة
رواه أحمد والبزار والطبراني من حديث جابر بن عبد الله
1514 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر
رواه البزار وأحد طرقه عنده صحيح ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد فيه نظر قال من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة كلها
1515 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه الطبراني في الأوسط
الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها وما جاء في النهي عنها لمن كان بها حاجا
1516 - عن أبي قتادة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم عرفة قال
يكفر السنة الماضية والباقية
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي ولفظه إن النبي صلى الله عليه و سلم قال صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله
1517 - وروى ابن ماجه أيضا عن قتادة بن النعمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده
1518 - وعن عطاء الخراساني أن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما دخل على عائشة رضي الله عنها يوم عرفة وهي صائمة والماء يرش عليها فقال لها عبد الرحمن أفطري فقالت أفطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله
رواه أحمد ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح إلا أن عطاء الخراساني لم يسمع من عبد الرحمن بن أبي بكر
1519 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
1520 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
1521 - وعن مسروق أنه دخل على عائشة رضي الله عنها يوم عرفة فقال اسقوني فقالت عائشة يا غلام اسقه عسلا ثم قالت وما أنت بصائم يا مسروق قال لا إني أخاف أن يكون يوم الأضحى فقالت عائشة ليس ذلك إنما عرفة يوم يعرف الإمام ويوم النحر يوم ينحر الإمام أوما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعدله بألف يوم
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والبيهقي
وفي رواية للبيهقي قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم
1523 - وعن سعيد بن جبير قال سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة فقال كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نعدله بصوم سنتين
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن وهو عند النسائي بلفظ سنة
1524 - وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سئل عن صيام يوم عرفة قال يكفر السنة التي أنت فيها والسنة التي بعدها
رواه الطبراني في الكبير من رواية رشدين بن سعد
1525 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة
رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه
ورواه الطبراني في الأوسط عن عائشة
قال الحافظ اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة فقال ابن عمر لم يصمه النبي صلى الله عليه و سلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان وأنا لا أصومه وكان مالك والثوري يختاران الفطر وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة
وروي ذلك عن عثمان بن أبي العاصي وكان إسحاق يميل إلى الصوم وكان عطاء يقول أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف وقال قتادة لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء
وقال الشافعي يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج فأما الحاج فأحب إلي أن يفطر لتقويته على الدعاء
وقال أحمد بن حنبل إن قدر على أن يصوم صام وإن أفطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى القوة
6 - الترغيب في صيام شهر الله المحرم
1526 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل
رواه مسلم واللفظ
له وأبو داود والترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه باختصار ذكر الصلاة
1527 - وعن علي رضي الله عنه وسأله رجل فقال أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان فقال له ما سمعت أحدا يسأل عن هذا إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا قاعد عنده فقال يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان قال إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله فيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن غير أبيه والترمذي من رواية عبد الرحمن بن إسحاق وهو ابن أبي شيبة عن النعمان بن سعد عن علي وقال حديث حسن غريب
1528 - وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أفضل الصلاة المفروضة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم
رواه النسائي والطبراني بإسناد صحيح
1529 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما
رواه الطبراني في الصغير وهو غريب وإسناده لا بأس به
والهيثم بن حبيب وثقه ابن حبان
الترغيب في صوم يوم عاشوراء والتوسيع فيه على العيال
1530 - عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية
رواه مسلم وغيره وابن ماجه ولفظه قال صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعدها
1531 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوم عاشوراء أو أمر بصيامه رواه البخاري ومسلم
وعنه رضي الله عنه أنه سئل عن صيام يوم عاشوراء
فقال ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان
رواه مسلم
1533 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يتوخى فضل يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن بما قبله
1534 - وعنه رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي ورواة الطبراني ثقات
1535 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة
رواه الطبراني بإسناد حسن وتقدم
1536 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته
رواه البيهقي وغيره من طرق وعن جماعة من الصحابة وقال البيهقي هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذ ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة والله أعلم
1 - الترغيب في صوم شعبان وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه و سلم له وفضل ليلة نصفه
1537 - عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان
قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
رواه النسائي
1538 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم ولا
يفطر حتى نقول ما في نفس رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفطر العام ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول ما في نفسه أن يصوم العام وكان أحب الصوم إليه في شعبان
رواه أحمد والطبراني
1539 - وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الصوم أفضل بعد رمضان قال شعبان لتعظيم رمضان
قال فأي الصدقة أفضل قال صدقة في رمضان
قال الترمذي حديث غريب
1540 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم شعبان كله
قالت قلت يا رسول الله أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان قال إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم
رواه أبو يعلى وهو غريب وإسناده حسن
1541 - وعنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
ورواه النسائي والترمذي وغيرهما قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله
1542 - وفي رواية لابي داود قالت كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان
1543 - وفي رواية للنسائي قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لشهر أكثر صياما منه لشعبان كان يصومه أو عامته
وفي رواية للبخاري ومسلم قالت لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه و سلم ما دووم عليها وإن قلت
وكان إذا صلى صلاة داوم عليها
1545 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان
رواه الترمذي وقال حديث حسن وأبو داود ولفظه قالت لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان كان يصله برمضان
رواه النسائي باللفظين جميعا
1546 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه
1547 - وروى البيهقي من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتاني جبرائيل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب ولا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر
فذكر الحديث بطوله ويأتي بتمامه في التهاجر إن شاء الله تعالى
1548 - وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله عز و جل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن وقاتل نفس
1549 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قام رسول الله صلى الله عليه و سلم من الليل فصلى فأطال
السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت فسمعته يقول في سجوده أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك إليك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال يا عائشة أو يا حميراء أظننت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد خاس بك قلت لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال أتدرين أي ليلة هذه
قلت الله ورسوله أعلم
قال هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز و جل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم
رواه البيهقي من طريق العلاء بن الحارث عنها وقال هذا مرسل جيد يعني أن العلاء لم يسمع من عائشة والله سبحانه أعلم
يقال خاس به إذا غدره ولم يوفه حقه ومعنى الحديث أظننت أنني غدرت بك وذهبت في ليلتك إلى غيرك وهو بالخاء المعجمة والسين المهملة
1550 - وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر
رواه ابن ماجه
2 - الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض
1551 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام
رواه البخاري ومسلم والنسائي
1552 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني حبيبي بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر
رواه مسلم
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله
رواه البخاري ومسلم
1554 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صام نوح عليه السلام الدهر كله إلا يوم الفطر والأضحى وصام داود عليه السلام نصف الدهر وصام إبراهيم عليه السلام ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفي إسنادهما أبو فراس لم أقف فيه على جرح ولا تعديل ولا أراه يعرف والله أعلم
1555 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
1556 - وعن قرة بن إياس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره
رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه
1557 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي الثلاثة من حديث الأعرابي ولم يسموه ورواه البزار أيضا من حديث علي
شهر الصبر هو رمضان
ووحر الصدر هو بفتح الواو والحاء المهملة بعدهما راء هو غشه وحقده ووساوسه
1558 - وروي عن ميمونة بنت سعد رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله أفتنا عن الصوم فقال من كل شهر ثلاثة أيام من استطاع أن يصومهن فإن كل يوم يكفر عشر سيئات وينقي من الإثم كما ينقي الماء الثوب
رواه الطبراني في الكبير
1559 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
الأنعام 061 اليوم بعشرة أيام
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
1560 - وفي رواية للنسائي من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد تم صوم الشهر أو فله صوم الشهر
1561 - وعن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قيل للنبي صلى الله عليه و سلم رجل يصوم الدهر فقال وددت أنه لم يطعم الدهر
قالوا فثلثيه قال أكثر
قالوا فنصفه قال أكثر ثم قال ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر
رواه النسائي
1562 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا ولعينيك عليك حظا وإن لزوجك عليك حظا صم وأفطر صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر
قلت يا رسول الله إن لي قوة قال فصم صوم داود عليه السلام صم يوما وأفطر يوما فكان يقول يا ليتني أخذت بالرخصة
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه قال ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم الصوم فقال صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تلك التسعة
قلت إني أقوى من ذلك قال فصم من كل تسعة أيام يوما ولك أجر تلك الثمانية
فقلت إني أقوى من ذلك قال فصم من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر تلك السبعة
قلت إني أقوى من ذلك قال فلم يزل حتى قال صم يوما وأفطر يوما
1563 - وفي رواية له أيضا ولمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صم يوما ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم يومين ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال فصم أفضل الصيام عند الله صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما
1564 - وفي أخرى للبخاري ومسلم قال أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك الذي تقول ذلك فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر
قال فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين
قال فقلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام
قال فإني أطيق أفضل من ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أفضل من ذلك
زاد مسلم قال عبد الله بن عمرو لأن أكون قبلت الثلاثة التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أهلي ومالي
51 - وفي أخرى لمسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت يا رسول الله ما أردت بذلك إلا الخير قال لا صام من صام الدهر
وفي رواية الأبد ولكن أدلك على صوم الدهر ثلاثة أيام من كل شهر
قلت يا رسول الله أنا أطيق أكثر من ذلك
الحديث
1564 - وفي أخرى للبخاري ومسلم قال أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك الذي تقول ذلك فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر
قال فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين
قال فقلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام
قال فإني أطيق أفضل من ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أفضل من ذلك
زاد مسلم قال عبد الله بن عمرو لأن أكون قبلت الثلاثة التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي من أهلي ومالي
51 - وفي أخرى لمسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت يا رسول الله ما أردت بذلك إلا الخير قال لا صام من صام الدهر
وفي رواية الأبد ولكن أدلك على صوم الدهر ثلاثة أيام من كل شهر
قلت يا رسول الله أنا أطيق أكثر من ذلك
الحديث
1565 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن
وزاد ابن ماجه فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام 061 فاليوم بعشرة أيام
1566 - وعن عبد الله بن قدامة بن ملحان عن أبيه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
قال وقال صلى الله عليه و سلم وهو كهيئة الدهر
رواه أبو داود والنسائي ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمرنا بهذه الأيام الثلاث البيض ويقول هن صيام الشهر
قال المملي رضي الله عنه هكذا وقع في النسائي عبد الملك بن قدامة وصوابه قتادة كما جاء في أبي داود وابن ماجه وجاء في النسائي وابن ماجه أيضا عبد الملك بن المنهال عن أبيه
1567 - وعن جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
رواه النسائي بإسناد جيد والبيهقي
1568 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الصيام فقال عليك بالبيض ثلاثة أيام من كل شهر
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
3 - الترغيب في صوم الاثنين والخميس
1569 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
1570 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم الاثنين والخميس فقيل يا رسول الله إنك تصوم الاثنين والخميس فقال إن يوم الاثنين والخميس يغفر
الله فيهما لكل مسلم إلا مهتجرين يقول دعهما حتى يصطلحا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
ورواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي باختصار ذكر الصوم ولفظ مسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز و جل في ذلك اليوم لكل امرىء لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا
وفي رواية له تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء الحديث
ورواه الطبراني ولفظه قال تنسخ دواوين أهل الأرض في دواوين أهل السماء في كل اثنين وخميس فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا بينه وبين أخيه شحناء
1571 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال أي يومين قلت يوم الاثنين والخميس قال ذلك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
رواه أبو داود والنسائي وفي إسناده رجلان مجهولان مولى قدامة ومولى أسامة
1572 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن شرحبيل بن سعد عن أسامة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم الاثنين والخميس ويقول إن هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال
1573 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له ومن تائب فيتاب عليه ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا
رواه الطبراني ورواته ثقات
1574 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتحرى صوم الاثنين والخميس
رواه النسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب
الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت
1575 - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم الأربعاء والخميس كتبت له براءة من النار
رواه أبو يعلى
1576 - وروي عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتا في الجنة يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره
رواه الطبراني في الأوسط ورواه في الكبير من حديث أبي أمامة
1577 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد وكتب له براءة من النار
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي
1578 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام الأربعاء والخميس ويوم الجمعة ثم تصدق يوم الجمعة بما قل أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي
1579 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صام يوم الجمعة كتب الله له عشرة أيام عددهن من أيام الآخرة لا تشاكلهن أيام الدنيا
رواه البيهقي عن رجل من جشم عن أبي هريرة وعن رجل من أشجع عن أبي هريرة أيضا ولم يسم الرجلين
وهذا الحديث على تقدير وجوده محمول على ما إذا صام يوم الخميس قبله أو عزم على صوم السبت بعده
1580 - وعن عبيد الله بن مسلم القرشي عن أبيه قال سألت أو سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن صيام الدهر فقال لا إن لاهلك عليك حقا صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذن أنت قد صمت الدهر وأفطرت
رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن غريب
قال المملي عبد العظيم رضي الله عنه ورواته ثقات
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم
رواه مسلم والنسائي
1582 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
وفي رواية لابن خزيمة إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده
1583 - وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة
فقال أصمت أمس
قالت لا
قال تريدين أن تصومي غدا
قالت لا
قال فأفطري
رواه البخاري وأبو داود
1584 - وعن محمد بن عباد رضي الله عنه قال سألت جابرا وهو يطوف بالبيت أنهى النبي صلى الله عليه و سلم عن صيام الجمعة قال نعم ورب هذا البيت
رواه البخاري ومسلم
1585 - وعن عامر بن لدين الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن يوم الجمعة عيدكم فلا تصوموا إلا أن تصوموا قبله أو بعده
رواه البزار بإسناد حسن
1586 - وعن ابن سيرين قال كان أبو الدرداء رضي الله عنه يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها فأتاه سلمان وكان النبي صلى الله عليه و سلم آخى بينهما ونام عنده فأراد أبو الدرداء أن يقوم ليلته فقام إليه سلمان فلم يدعه حتى نام وأفطر فجاء أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه و سلم عويمر سليمان أعلم منك لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا يومها بصيام
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد
وعن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تصوموا ليلة السبت إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه
رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وأبو داود وقال هذا حديث منسوخ ورواه النسائي أيضا وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن بسر دون ذكر أخته
1588 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه أيضا عن عبد الله بن شقيق عن عمته الصماء أخت بسر أنها كانت تقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيام يوم السبت ويقول إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضر فليفطر عليه
اللحاء بكسر اللام وبالحاء المهملة ممدودا هو القشر
قال الحافظ وهذا النهي إنما هو عن إفراده بالصوم لما تقدم من حديث أبي هريرة لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده فجاز إذا صومه
1589 - وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت ويوم الأحد كان يقول إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم
رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره
5 - الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام
1590 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل قلت نعم
قال إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله
قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
وفي رواية ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينك
حظا ولنفسك حظا ولاهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة
قال إني أجد أقوى من ذلك يا نبي الله قال فصم صيام داود عليه السلام
قال وكيف كان يصوم يا نبي الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
وفي أخرى قال النبي صلى الله عليه و سلم لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
1591 - وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له صم يوما ولك أجر ما بقي
قال أنا أطيق أفضل من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أفضل من ذلك قال صم أفضل الصيام عند الله صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما
1592 - وفي رواية لمسلم وأبي داود قال صم يوما وأفطر يوما وهو أعدل الصيام وهو صيام داود عليه السلام قلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أفضل من ذلك
1593 - وفي رواية للنسائي صم أحب الصيام إلى الله عز و جل صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما
1594 - وفي رواية لمسلم قال كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة
قال فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم وإما أرسل إلي فأتيته فقال ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة فقلت بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير
قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فقلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك
قال فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فصم صوم داود نبي الله عليه
السلام فإنه كان أعبد الناس
قال قلت يا نبي الله وما صوم داود قال كان يصوم يوما ويفطر يوما
قال واقرإ القرآن في كل شهر
قال قلت يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرين
قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة
قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا
1595 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يفطر يوما ويصوم يوما
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
هجمت العين بفتح الهاء والجيم أي غارت وظهر عليها الضعف
ونفهت النفس بفتح النون وكسر الفاء أي كلت وملت وأعيت
والزور بفتح الزاي هو الزائر الواحد والجمع فيه سواء
ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه
1596 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ورواه أحمد بإسناد حسن وزاد إلا رمضان
وفي بعض روايات أبي داود غير رمضان
1597 - وفي رواية للترمذي وابن ماجه لا تصم المرأة وزوجها شاهد يوما من غير شهر
رمضان إلا بإذنه
ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما بنحو الترمذي
1598 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة صامت بغير إذن زوجها فأرادها على شيء فامتنعت عليه كتب الله عليها ثلاثا من الكبائر
رواه الطبراني في الأوسط من رواية بقية وهو حديث غريب وفيه نكارة والله أعلم
1599 - وروى الطبراني حديثا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم وفيه ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ويأتي بتمامه في النكاح إن شاء الله تعالى
ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه وترغيبه في الإفطار
1600 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم فصام وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة
وفي رواية فقيل له إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة أولئك العصاة
وفي رواية فقيل له إن بعض الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا بقدح من ماء بعد العصر الحديث
رواه مسلم
كراع بضم الكاف
الغميم بفتح الغين المعجمة وهو موضع على ثلاثة أميال من عسفان
1601 - وعنه رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال ما له قالوا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس البر أن
تصوموا في السفر
زاد في رواية وعليكم برخصة الله التي رخص لكم
وفي رواية ليس من البر الصوم في السفر
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
1602 - وفي رواية للنسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على رجل في ظل شجرة يرش عليه الماء قال ما بال صاحبكم قالوا يا رسول الله صائم قال إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر وعليكم برخصة الله عز و جل التي رخص لكم فاقبلوها
1603 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة فسرنا في يوم شديد الحر فنزلنا في بعض الطريق فانطلق رجل منا فدخل تحت شجرة فإذا أصحابه يلوذون به وهو مضطجع كهيئة الوجع فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما بال صاحبكم قالوا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم بالرخصة التي أرخص الله لكم فاقبلوها
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
1604 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سار رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل بأصحابه وإذا ناس قد جعلوا عريشا على صاحبهم وهو صائم فمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما شأن صاحبكم أوجع قالوا يا رسول الله ولكنه صائم وذلك في يوم حرور فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بر أن يصام في سفر
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
1605 - وعن كعب بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس من البر الصيام في السفر
رواه النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح وهو عند أحمد بلفظ ليس من ام بر ام صيام في ام سفر
ورجاله رجال الصحيح
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس من البر الصوم في السفر
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
1607 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر
رواه ابن ماجه مرفوعا هكذا والنسائي بإسناد حسن إلا أنه قال كان يقال الصيام في السفر كالإفطار في الحضر
وفي رواية الصائم في السفر كالمفطر في الحضر
قال الحافظ قول الصحابي كان يقال كذا هل يلتحق بالمرفوع أو الموقوف فيه خلاف مشهور بين المحدثين والأصوليين ليس هذا موضع بسطه لكن الجمهور على أنه إذا لم يضفه إلى زمن النبي صلى الله عليه و سلم يكون موقوفا والله أعلم
1608 - وعن أبي طعمة قال كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إني أقوى على الصيام في السفر فقال ابن عمر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من لم يقبل رخصة الله عز و جل كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة
رواه أحمد والطبراني في الكبير
وكان شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله يقول إسناد أحمد حسن وقال البخاري في كتاب الضعفاء هو حديث منكر والله أعلم
1609 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته
رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وفي رواية لابن خزيمة قال إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته
1610 - وروى الطبراني في الأوسط أيضا والكبير عن عبد الله بن يزيد بن آدم قال
حدثني أبو الدرداء وواثلة بن الأسقع وأبو أمامة وأنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه
1611 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه
رواه البزار بإسناد حسن والطبراني وابن حبان في صحيحه
1612 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر
قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده
قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر
رواه مسلم
1613 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لست عشرة مضت من رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم
وفي رواية يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن
رواه مسلم وغيره
قال الحافظ اختلف العلماء أيما أفضل في السفر الصوم أو الفطر فذهب أنس بن مالك رضي الله عنه إلى أن الصوم أفضل وحكي ذلك أيضا عن عثمان بن أبي العاصي
وإليه ذهب إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير والثوري وأبو ثور وأصحاب الرأي
وقال مالك والفضيل بن عياض والشافعي الصوم أحب إلينا لمن قوي عليه
وقال عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وسعيد بن المسيب والشعبي والأوزاعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه الفطر أفضل وروي عن عمر بن عبد العزيز وقتادة ومجاهد أفضلهما أيسرهما على المرء واختار هذا القول الحافظ أبو بكر بن المنذر وهو قول حسن والله أعلم
الترغيب في السحور سيما بالتمر
1614 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسحروا فإن في السحور بركة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
1616 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم البركة في ثلاثة في الجماعة والثريد والسحور
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفيهم أبو عبد الله البصري لا يدرى من هو
1617 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين
رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه
1618 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى السحور في رمضان فقال هلم إلى الغذاء المبارك
رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
قال المملي رضي الله عنه رووه كلهم عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض والحارث لم يرو عنه غير يونس بن سيف وقال أبو عمر النميري مجهول يروي عن أبي رهم حديثه منكر
1619 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الغذاء المبارك يعني السحور رواه ابن حبان في صحيحه
1620 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال استعينوا بطعام السحر على
صيام النهار والقيلولة على قيام الليل
رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي كلهم من طريق زمعة بن صالح عن سلمة هو ابن وهران عن عكرمة عنه إلا أن ابن خزيمة قال وبقيلولة النهار على قيام الليل
1621 - وعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم وهو يتسحر فقال إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه
رواه النسائي بإسناد حسن
1622 - وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إن شاء الله تعالى إذا كان حلالا الصائم والمتسحر والمرابط في سبيل الله
رواه البزار والطبراني في الكبير
1623 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز و جل وملائكته يصلون على المتسحرين
رواه أحمد وإسناده قوي
1624 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسحروا ولو بجرعة من ماء
رواه ابن حبان في صحيحه
1625 - وروي عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم السحور التمر
وقال يرحم الله المتسحرين
رواه الطبراني في الكبير
1626 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم سحور المؤمن التمر
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
9 - الترغيب في تعجيل الفطر وتأخير السحور
1627 - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم
رواه ابن حبان في صحيحه
1629 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا
رواه أحمد والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
1630 - وروي عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة يحبها الله عز و جل تعجيل الإفطار وتأخير السحور وضرب اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة
رواه الطبراني في الأوسط
1631 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لان اليهود والنصارى يؤخرون
رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وعند ابن ماجه لا يزال الناس بخير
1632 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماء
رواه أبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
10 - الترغيب في الفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء
1633 - عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
1634 - وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
ورواه أبو يعلى قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار
1636 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
11 - الترغيب في إطعام الطعام
1637 - عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث صحيح
ولفظ ابن خزيمة والنسائي من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء
1638 - وروي عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من فطر صائما على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبرائيل ليلة القدر
رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب إلا أنه قال وصافحه جبرائيل ليلة القدر
وزاد فيه ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده قال فقبصة من طعام
قلت أفرأيت إن لم يكن عنده قال فشربة من ماء
القبصة بالصاد المهملة هو ما يتناوله الآخذ بأنامله الثلاث
وتقدم حديث سلمان الذي رواه ابن خزيمة في صحيحه وفيه من فطر فيه صائما يعني في رمضان كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبة من النار وكان له مثل أجره من غير أن
ينقص من أجره شيء
قالوا ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن
الحديث
12 - ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده
1639 - عن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال كلي فقالت إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال حتى يشبعوا
رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح
وفي رواية للترمذي الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة
1640 - وعن سليمان بن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لبلال الغداء يا بلال فقال إني صائم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نأكل أرزاقنا وفضل رزق بلال في الجنة شعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده
رواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما من رواية بقية حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن هذا مجهول وبقية مدلس وتصريحه بالتحديث لا يفيد مع الجهالة والله أعلم
13 - ترهيب الصائم من الغيبة والفحش والكذب ونحو ذلك
1641 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
رواه البخاري وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجه وعنده من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به
وهو رواية للنسائي
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أنس بن مالك ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه
1642 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإلي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم
الحديث رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وتقدم بطرقه وذكر غريبه في الصيام
1643 - وعن أبي عبيدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الصيام جنة ما لم يخرقها
رواه النسائي بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة وزاد قيل وبم يخرقها قال بكذب أو غيبة
1644 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
1645 - وفي رواية لابن خزيمة عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تساب وأنت صائم فإن سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائما فاجلس
1646 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب صائم ليس له من صيامه إلا
الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر
رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ولفظهما رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر
ورواه البيهقي ولفظه رب قائم حظه من القيام السهر ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش
1647 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر
رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به
1648 - وعن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هاهنا امرأتين قد صامتا وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا
قال فجيء بقدح أو عس فقال لإحداهما قيئي فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما حتى ملأت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس
رواه أحمد واللفظ له وابن أبي الدنيا وأبو يعلى كلهم عن رجل لم يسم عن عبيد ورواه أبو داود الطيالسي وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والبيهقي من حديث أنس ويأتي في الغيبة إن شاء الله
العس بضم العين وتشديد السين المهملتين هو القدح العظيم
والعبيط بفتح العين المهملة بعدها باء موحدة ثم ياء مثناة تحت وطاء مهملة هو الطري
الترغيب في الاعتكاف
1649 - روي عن علي بن حسين عن أبيه رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين
رواه البيهقي
1650 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان معتكفا في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس فقال له ابن عباس يا فلان أراك مكتئبا حزينا قال نعم يا ابن عم رسول الله لفلان علي حق ولاء وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه
قال ابن عباس أفلا أكلمه فيك فقال إن أحببت قال فانتعل ابن عباس ثم خرج من المسجد
فقال له الرجل أنسيت ما كنت فيه قال لا ولكني سمعت صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم والعهد به قريب فدمعت عيناه وهو يقول من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي واللفظ له
والحاكم مختصرا وقال صحيح الإسناد كذا قال
قال الحافظ وأحاديث اعتكاف النبي صلى الله عليه و سلم مشهورة في الصحاح وغيرها ليست من شرط كتابنا
15 - الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها
1651 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة
رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
قال الخطابي رحمه الله قوله فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر فيه بيان أن صدقة الفطر فرض واجب كافتراض الزكاة الواجبة في الأموال وفيه بيان أن ما فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو كما فرض الله لأن طاعته صادرة عن طاعة الله وقد قال بفرضية زكاة الفطر
ووجوبها عامة أهل العلم وقد عللت بأنها طهرة للصائم من الرفث واللغو
فهي واجبة على كل صائم غني ذي جدة أو فقير يجدها فضلا عن قوته إذا كان وجوبها لعلة التطهير وكل الصائمين محتاجون إليها فإذا اشتركوا في العلة اشتركوا في الوجوب انتهى
وقال الحافظ أبو بكر بن المنذر أجمع عوام أهل العلم على أن صدقة الفطر فرض وممن حفظنا ذلك عنه من أهل العلم محمد بن سيرين وأبو العالية والضحاك وعطاء ومالك وسفيان الثوري والشافعي وأبو ثور وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي وقال إسحاق هو كالإجماع من أهل العلم انتهى
1652 - وعن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صاع من بر أو قمح على كل صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى
رواه أحمد وأبو داود
صعير هو بالعين المهملة مصغرا
1653 - وعن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوم شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر
رواه أبو حفص بن شاهين في فضائل رمضان وقال حديث غريب جيد الإسناد
1654 - وعن كثير بن عبد الله المزني رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى الأعلى 41 51
قال أنزلت في زكاة الفطر
رواه ابن خزيمة في صحيحه
قال الحافظ كثير بن عبد الله واه
كتاب العيدين والأضحية الترغيب في إحياء ليلتي العيدين عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من قام ليلتي العيدين محتسبا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب
رواه ابن ماجه ورواته ثقات إلا أن بقية مدلس وقد عنعنه
1656 - وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان
رواه الأصبهاني
1657 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب
رواه الطبراني في الأوسط والكبير
2 - الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله
1658 - روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زينوا أعيادكم بالتكبير
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نكارة
1659 - وعن سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم فإذا صلوا نادى مناد ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة
رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفي
وتقدم في الصيام ما يشهد له
3 - الترغيب في الأضحية وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة ومن باع جلد أضحيته
1660 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم وإنه لتأتي يوم القيامة في فرشه بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه من طريق أبي المثنى واسمه سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عنها وسليمان واه وقد وثق
قال الترمذي ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الأضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة
وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه ابن ماجه والحاكم وغيرهما كلهم عن عائذ الله عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يا رسول الله ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه
قالوا فما لنا فيها يا رسول الله قال بكل شعرة من الصوف حسنة
قالوا فالصوف قال بكل شعرة من الصوف حسنة وقال الحاكم صحيح الإسناد
قال الحافظ بل واهيه
عائذ الله هو المجاشعي وأبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى وكلاهما ساقط
1661 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم أضحى ما عمل آدمي في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما توصل رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده يحيى بن الحسن الخشني لا يحضرني حاله
1662 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك
قالت يا رسول الله ألنا خاصة أهل البيت أو لنا وللمسلمين قال بل لنا وللمسلمين
رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الضحايا وغيره وفي إسناده عطية بن قيس وثق وفيه كلام
ورواه أبو القاسم الأصبهاني عن علي ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما إنه يجاء بلحمها ودمها توضع في ميزانك سبعين ضعفا
قال أبو سعيد يا رسول الله هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما خصوا به من الخير أو للمسلمين عامة قال لآل محمد خاصة وللمسلمين عامة وقد حسن بعض مشايخنا حديث علي هذا والله أعلم
1663 - وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله عز و جل
رواه الطبراني في الأوسط
1664 - وروي عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضحى طيبة نفسه محتسبا لاضحيته كانت له حجابا من النار
رواه الطبراني في الكبير
1665 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله من نحر ينحر في يوم عيد
رواه الطبراني في الكبير والأصبهاني
1666 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير الأضحية الكبش وخير الكفن الحلة
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه إلا أنه قال الكبش الأقرن
رووه كلهم من رواية عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة
وقال الترمذي حديث غريب
قال الحافظ عفير واه
1667 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا
رواه الحاكم مرفوعا هكذا وصححه وموقوفا ولعله أشبه
1668 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من باع جلد أضحيته فلا أضحية له
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ في إسناده عبد الله بن عياش القتباني المصري مختلف فيه وقد جاء في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم النهي عن بيع جلد الأضحية
4 - الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة
1669 - عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
1671 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أمر النبي صلى الله عليه و سلم بحد الشفار
وأن توارى عن البهائم وقال إذا ذبح أحدكم فليجهز
رواه ابن ماجه
الشفار جمع شفرة وهي السكين وفليجهز هو بضم الياء وسكون الجيم وكسر الهاء وآخره زاي أي فليسرع ذبحها ويتمه
1672 - وعن ابن عمر أيضا رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله عز و جل عنها
قيل يا رسول الله وما حقها قال أن يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها ويرمي بها
رواه النسائي والحاكم وصححه
وعن الشريد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
1674 - وعن ابن سيرين أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يسحب شاة برجلها ليذبحها فقال له ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا
رواه عبد الرزاق في كتابه موقوفا
1675 - ورواه أيضا مرفوعا عن محمد بن راشد عن الوضين بن عطاء قال إن جزارا فتح بابا على شاة ليذبحها فانفلتت منه حتى جاءت النبي صلى الله عليه و سلم فاتبعها فأخذها يسحبها برجلها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم اصبري لامر الله وأنت يا جزار فسقها سوقا رفيقا
وهذا معضل والوضين فيه كلام
1676 - وعن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم رآه ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة
رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون
1677 - وعن مالك بن نضلة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال هل تنتج إبل قومك صحاحا فتعمد إلى الموسى فتقطع آذانها وتشق جلودها وتقول هذه صرم فتحرمها عليك وعلى أهلك قلت نعم
قال فكل ما آتاك الله حل ساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أشد من موساك
رواه ابن حبان في صحيحه وسيأتي في باب الشفقة والرحمة إن شاء الله
الصرم بضم الصاد المهملة وسكون الراء جمع الصريم وهو الذي صرم منه أي قطع
كتاب الحج الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات 1678 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله
قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله
قيل ثم ماذا قال حج مبرور
رواه البخاري ومسلم
ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الأعمال عند الله تعالى إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور
قال أبو هريرة حجة مبرورة تكفر خطايا سنة
المبرور قيل هو الذي لا يقع فيه معصية وقد جاء من حديث جابر مرفوعا إن بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام وعند بعضهم إطعام الطعام وإفشاء السلام
وسيأتي
1679 - وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي إلا أنه قال غفر له ما تقدم من ذنبه
الرفث بفتح الراء والفاء جميعا
روي عن ابن عباس أنه قال الرفث ما روجع به النساء
وقال الأزهري الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة
قال الحافظ الرفث يطلق ويراد به الجماع ويطلق ويراد به الفحش ويطلق ويراد به خطاب الرجل المرأة فيما يتعلق بالجماع وقد نقل في معنى الحديث كل واحد من هذه الثلاثة عن جماعة من العلماء والله أعلم
1680 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والأصبهاني
وزاد وما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة
1681 - وعن ابن شماسة رضي الله عنه قال حضرنا عمرو بن العاصي وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وقال فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ابسط يمينك لابايعك فبسط يده فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قال أردت أن أشترط
قال تشترط ماذا قال أن يغفر لي
قال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله
رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا مختصرا ورواه مسلم وغيره أطول منه
1682 - وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني جبان وإني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج
ورواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته ثقات وأخرجه عبد الرزاق أيضا
1683 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل
الأعمال أفلا نجاهد فقال لكن أفضل الجهاد حج مبرور
رواه البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قالت قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد قال عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة
1684 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة
رواه النسائي بإسناد حسن
1685 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في سؤال جبرائيل عليه السلام إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان
قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم
قال صدقت
رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق
وتقدم في كتاب الصلاة والزكاة أحاديث كثيرة تدل على فضل الحج والترغيب فيه وتأكيد وجوبه لم نعدها لكثرتها فليراجعها من أراد شيئا من ذلك
1686 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحج جهاد كل ضعيف
رواه ابن ماجه عن أبي جعفر عنها
1687 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما الإسلام قال أن يسلم لله قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال فأي الإسلام أفضل قال الإيمان
قال وما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت
قال فأي الإيمان أفضل قال الهجرة
قال وما الهجرة قال أن تهجر السوء
قال فأي الهجرة أفضل قال الجهاد
قال وما الجهاد قال أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم
قال فأي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أو عمرة مبرورة
رواه أحمد بإسناد صحيح ورواته محتج بهم في الصحيح والطبراني وغيره ورواه البيهقي عن أبي قلابة عن رجل من أهل الشام عن أبيه
1688 - وعن ماعز رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع الشمس إلى مغربها
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد إلى ماعز رواة الصحيح وماعز هذا صحابي مشهور غير منسوب
1689 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
قيل وما بره قال إطعام الطعام وطيب الكلام
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والحاكم مختصرا وقال صحيح الإسناد
وفي رواية لأحمد والبيهقي إطعام الطعام وإفشاء السلام
1690 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة
رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه ابن ماجه والبيهقي من حديث عمر وليس عندهما والذهب إلى آخره
وعند البيهقي فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل وينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث
1691 - وروي عن عبد الله بن جراد الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن
رواه الطبراني في الأوسط
1692 - وعن أبي موسى رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال الحاج يشفع في
أربعمائة من أهل بيت أو قال من أهل بيته ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه البزار وفيه راو لم يسم
1693 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له بها حسنة
أو محا عنه سيئة أو رفع بها درجة
رواه البيهقي وابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله
1694 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول من جاء يؤم البيت الحرام فركب بعيره فما يرفع البعير خفا ولا يضع خفا إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة حتى إذا انتهى إلى البيت فطاف وطاف بين الصفا والمروة ثم حلق أو قصر إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فهلم نستأنف العمل
فذكر الحديث
رواه البيهقي
1695 - وعن زاذان رضي الله عنه قال مرض ابن عباس مرضا شديدا فدعا ولده فجمعهم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة كل حسنة مثل حسنات الحرم
قيل له وما حسنات الحرم قال بكل حسنة مائة ألف حسنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم كلاهما من رواية عيسى بن سوادة
وقال الحاكم صحيح الإسناد وقال ابن خزيمة إن صح الخبر فإن في القلب من عيسى بن سوادة
قال الحافظ قال البخاري هو منكر الحديث
1696 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن آدم عليه السلام أتى البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه
رواه ابن خزيمة في صحيحه أيضا وقال في القلب من القاسم بن عبد الرحمن
قال الحافظ القاسم هذا واه
1697 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم
رواه البزار ورواته ثقات
1698 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الغازي في سبيل الله
والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب
1699 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم
رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولفظهما قال وفد الله ثلاثة الحاج والمعتمر والغازي
وقدم ابن خزيمة الغازي
1700 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج
رواه البزار والطبراني في الصغير وابن خزيمة في صحيحه والحاكم ولفظهما قال اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج
وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم قال مسلم قال الحافظ في إسناده شريك القاضي ولم يخرج له مسلم إلا في المتابعات ويأتي الكلام عليه إن شاء الله
1701 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة
رواه البزار والطبراني في الكبير وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال ابن خزيمة قوله ويرفع في الثالثة يريد بعد الثالثة
1702 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لما أهبط الله آدم عليه السلام من الجنة قال إني مهبط معك بيتا أو منزلا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي فلما كان زمن الطوفان رفع وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه لإبراهيم عليه الصلاة و السلام فبناه من خمسة أجبل حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير فتمتعوا منه ما استطعتم
رواه الطبراني في الكبير موقوفا ورجال إسناده رجال الصحيح
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له
رواه أبو القاسم الأصبهاني
1704 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت
قال وما يحدث علي يا رب قال ما لا تدري وهو الموت
قال وما الموت قال سوف تذوق
قال ومن أستخلف في أهلي قال اعرض ذلك على السموات والأرض والجبال فعرض ذلك على السموات فأبت وعرض على الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم عليه السلام من أرض الهند حاجا فما نزل منزلا أكل فيه وشرب إلا صار عمرانا بعده وقرى حتى قدم مكة فاستقبلته الملائكة فقالوا السلام عليك يا آدم بر حجك أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام
قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والبيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان من يطوف يرى من في جوف البيت ومن في جوف البيت يرى من يطوف فقضى آدم نسكه فأوحى الله تعالى إليه يا آدم قضيت نسكك قال نعم يا رب
قال فسل حاجتك تعط قال جل حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرنا حين وقعت بذنبك
وأما ذنب ولدك فمن عرفني وآمن بي وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه
رواه الأصبهاني أيضا
1705 - وروي عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد ولا أمة يضن بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا أنفق أضعافها فيما يسخط الله وما من عبد يدع الحج لحاجة من حوائج الدنيا إلا رأى المخلفين قبل أن يقضي تلك الحاجة يعني حجة الإسلام وما من عبد يدع المشي في حاجة أخيه المسلم قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر فيه
رواه الأصبهاني أيضا وفيه نكارة
يضن بالضاد المعجمة أي يبخل ويشح
1706 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الكعبة لها لسان وشفتان ولقد اشتكت فقالت يا رب قل عوادي وقل زواري فأوحى الله عز و جل إني
خالق بشرا خشعا سجدا يحنون إليك كما تحن الحمامة إلى بيضها
رواه الطبراني في الأوسط
1707 - وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن داود النبي صلى الله عليه و سلم قال إلهي ما لعبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك قال لكل زائر حق على المزور حقا يا داود إن لهم علي أن أعافيهم في الدنيا وأغفر لهم إذا لقيتهم
رواه الطبراني في الأوسط أيضا
1708 - وروي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها
رواه الطبراني في الأوسط أيضا
1709 - وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه و سلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك فقال إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت فقالا أخبرنا يا رسول الله فقال الثقفي للأنصاري سل فقال أخبرني يا رسول الله فقال جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة فقال والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك
قال فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك
يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى
رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له وقال وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق
قال المملي رضي الله عنه وهي طريق لا بأس بها رواتها كلهم موثقون ورواه ابن حبان في صحيحه ويأتي لفظه في الوقوف إن شاء الله تعالى
1710 - ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت وقال فيه فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز و جل يقول لملائكته يا ملائكتي ما جاء بعبادي قالوا جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول الله عز و جل فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج وأما رميك الجمار قال الله عز و جل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71
وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك
ورواه أبو القاسم الأصبهاني من حديث أنس بن مالك نحوه إلا أنه قال فيه وأما وقوفك بعرفات فإن الله تعالى يطلع على أهل عرفات فيقول عبادي أتوني شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق فيباهي بهم الملائكة فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج ونجوم السماء وقطر البحر والمطر غفر الله لك وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك عند ربك أحوج ما تكون إليه وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تقع منك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت فإنك تصدر وأنت من ذنوبك كهيئة يوم ولدتك أمك
1711 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة
رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق وبقية رواته ثقات
1712 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج في هذا الوجه لحج أو عمرة فمات فيه لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة
قالت وقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يباهي بالطائفين
رواه الطبراني وأبو يعلى والدارقطني والبيهقي
1713 - وروي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا البيت دعامة من دعائم الإسلام فمن حج البيت أو اعتمر فهو ضامن على الله فإن مات أدخله الجنة وإن رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة
رواه الطبراني في الأوسط
الدعامة بكسر الدال هي عمود البيت والخباء
1714 - وروي عنه أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات في طريق مكة ذاهبا أو راجعا لم يعرض ولم يحاسب أو غفر له
رواه الأصبهاني
1715 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينا رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فأقصعته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا
رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة
وفي رواية لهم أن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه و سلم فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا
1716 - وفي رواية لمسلم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يغسلوه بماء وسدر وأن يكشفوا وجهه حسبته قال ورأسه فإنه يبعث وهو يهل
وقصته ناقته معناه رمته ناقته فكسرت عنقه
وكذلك فأقصعته
1 - الترغيب في النفقة في الحج والعمرة وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام
1717 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها في عمرتها إن لك من
الأجر على قدر نصبك ونفقتك
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما
وفي رواية له وصححها إنما أجرك في عمرتك على قدر نفقتك
النصب هو التعب وزنا ومعنى
1718 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف
رواه أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي وإسناد أحمد حسن
1719 - وروى الطبراني في الأوسط أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة