حمل المصحف بكل الصيغ

حمل المصحف بكل الصيغ

 القرآن الكريم وورد word doc iconتحميل سورة العاديات مكتوبة pdf//تحميل المصحف الشريف بصيغة pdf تحميل القرآن الكريم مكتوب بصيغة وورد

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023

الطحاوي /ميلاد / 238 هـ 853 م الوفاة / (321هـ) 935 م و النووي / الميلاد المحرم، 631هـ \ 1233م نوى، حوران، بلاد الشام الوفاة / 24 رجب 676هـ \ 1277م نوى، حوران، بلاد الشام

 

الطحاااااااااوي 4.

 الطحاوي /ميلاد / 238 هـ 

 --- - 853 م
الوفاة / (321هـ)

 --- 935 م
========
النووي / الميلاد المحرم، 631هـ \ 1233م
نوى، حوران، بلاد الشام

الوفاة /
24 رجب 676هـ \ 1277م
نوى، حوران، بلاد الشام

 

هذا تاريخ  وفاة كل من الطحاوي  وفاة (321هـ) والنووي وفاة 676هـ 

يعني الطحاوي أسيق من النووي في تحريف هذا الدين من خلال تأويلاتهما المؤلفة والمصنوعة والمفهومة غلط 

وبذلك يثبت أن النووي كان تلميذا للطحاوي من خلال دستور وعقيدة الطحاوي دون التقاء فالفرق الزمني بينهما حوالي 300 سنة تقريبا   

يعني جاء الطحاوي مؤسسا للنووي عقيدة محرفة وجدت عن النووي هوىً وزيغا فالتقيا عليه دون التقاء 

 

قلت المدون 

 1. سنفرد ردا مفصلا عن  متن الطحاوية ونبين الأخطاء الكبيرة  الموجودة بها ان شاء الله

-------

البنود التي ألَّفها الطحاوي وسار علي دربه النووي وأدت الي  تدمير الاسلام الحق في نفوس الناس وقلوبهم  كما دمره النووي وأصحاب التأويل 

أما الطحاوى فقال

1. ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي ﷺ معترفين {قلت المدون هذا البند من متن الطحاوية استبعد السلوك وأقر بالقول من غير عمل في التعامل مع الذنب }، وله بكل ما قاله وأخبر

{قلت المدون لم يجيئ الشرع بهذا الافك}مصدقين. ثم { قلت المدون لم يأت الشرع الحنيف بمثل هذا القول إنما كل ما جاء به الشرع علي تجانس واحد من نسيج الإخلاص{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)/الزمر }} 

==فالاخلاص في شرع الله الواحد قولا متبوعا بفعلٍ لا ينفصلان ولا يبتعدان بل هما متلازمان هكذا تنطق الايات بنور الاخلاص والحق

 

 ==   أما المعصية بالاسم والرسم والاصرار عليها الي الممات هي المحققة للخسران المبين قال تعالي {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) /الزمر}

وفي بنود ردودهِ أي - الطحاوي- علي المرجئة قال  /الرد على المرجئة 

وَلاَ نُكَفِّرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ بِذَنْبٍ{ قلت المدون الي هنا جميل}  ثم قال {مَا لَمْ يَسْتَحِلَّهُ

   { قلت المدون /أدخل الطحاوي الاستحلال شماعة يعلق عليها ما علقه النووي بعده بقرابة 300 سنة هـجرية وما سيأتي بعده من ترهلات وانحرافات تغيير نصوص الشرع بالتأويل  

==وهو في الفقرة التالية يقول ان المذنب ولو أصر علي ذنبه سيدخله الله الجنة بعفوه تماما كما سيردده كلام النووي بالحرف:

 كما يقول النووي::/ } ،

 

 ثم يقول الطحاوي/ ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله، نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم، ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم ولا نقنِّطهم.{قلت المدون وهذا البند قد قال الطحاوي به صراحة بعد ذلك أن المصر علي معصيته ميتا عليها سيدخل الجنة آجلا او عاجلا وهو ما أعلنه الطحاوي في وثيقته هذه وسار علي دربه النووي وبتوسع مشين جدا }

ثم يقول الطحاوي // والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، {قلت المدون يعن يكفر الآيس والآمن الآيس بهما} لكن يبدو انه اي الطحاوي تراجع في قوله بالكفر للآمن والآيس فقال الطحاوي/ والوسبيل الحق بينهما لأهل القبلة. {قلت المدون /لخبطة غير مفهومة لكنه يبدو انه اي الطحاوي أدخل الآمن والآيس من ماتوا علي كبائرهم دون توبة في زمرة الذين سيدخلون الجنة رغما عن ذلك }

----

2. قال الطحاوي // ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه.--

= { قلت المدون والطحاوي هنا يبطل كل نصوص الوعيد كما ابطلها النووي بعده فكلها وعيد علي العصيان وليس علي الجحود او الاستحلال } انظر الرابط *الاستحلال مصطلح استخدوه بإجرام لتضييع هويه هذذا الدين...* فكل نصوص الوعيد نفت الايمان حتي يتحقق الانتهاء السلوكي عن المعصية ولم تعتبر الا بالانتهاء  عن العصيان ولم تذكر الجحود او الإستحلال   

نستكمل بعد يمشيئة الله تعالي من نقض وثيقة الطحاو ي الباطلة 

3. البند المنقوض الاخر هو 

أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون في النار 

وأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ في النارلا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين.

 

قلت المدون هذا البند منتهي البطلان  إذا اطلق كما اطلقه الطحاوي فأهل الكبائر صنفهم النبي الي

1. تائبين قبل موتهم علي التوبة تائبين فهم الجهنميون 

2.أو غير تائبين ماتوا علي كبائرهم مصرين عليها وصنفهم {هم أهل النار عياذا بالله الواحد} ثم قلت المدون//

1.أهل الكبائر التائبين قبل الموت هم {الجهنميون} {أولئك ليسوا بأهليها يعني تابوا منها قبل الممات وبقيت عليهم كفارات ذنوبهم}

2. وأما  اهل الكبائر الذين هم أهلوها { الذين لم يسعفهم الوقت للتوبة من كبائرهم  يعني احاطت بهم كبائرهم فلم يخرجوا من محيطها قبل مماتهم }

لكن الطحاوي حمل النوعين علي انهم ماتوا مصرين عليها فأسد عقائد المؤمنين وبرر لهم ان اذا فعلوا الكبائر لن يخلدوا في جهنم وقد يعفو الله عنهم زورا من الطحاوي وبهتانا والله تعالي القائل {{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ/سةرة البقرة

 

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)/سورة ال عمران }} 

ثم يفتري علي الله فيقول علي كل من مات مصرا علي كبيرته

وهم في مشيئته وحكمه: إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله، كما ذكر عز وجل في كتابه: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ).  وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته، وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته، وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته، ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته ؛ الذين خابوا من هدايته، ولم ينالوا من ولايته، اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به.

{{{هكذا تحملا الطحاوي والنووي  إضلال امم وقرون  واهدرو جهاد النبي ص واصحابه علي مدي 23. سنة وضربوا به عرض الحائط وكذبوا الله ورسوله بسفاهة منقطعة النظير}}}

===========

متن الطحاوية ونقض ما لم يستقم مع الحق الابلج

قال الطحاوي تعريف الإيمان

والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان.

 

وجميع ما صح عن رسول الله ﷺ من الشرع والبيان كله. حق

 

والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى.

 

والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن.

 

والإيمان: هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره من الله تعالى.

 

ونحن مؤمنون بذلك كله، لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاؤوا به.

أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون في النار 

وأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ في النارلا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين.

 

قلت المدون هذا البند منتهي البطلان  إذا اطلق كما اطلقه الطحاوي فأهل الكبائر صنفهم النبي الي تائبين قبل موتهم وغير تائبين ماتوا علي كبائرهم مصرين عليها وصنفهم

1.أهل الكبائر {ليسوا بأهلوها يعني تابوا منها قبل الممات}

2. اهل الكبائر الذين هم أهلوها { يعني احاطت بهم كبائرهم فلم يخرجوا من محيطها قيل مماتهم }

لكن الطحاوي حمل النوعين علي انهم ماتوا مصرين عليها فأسد عقائد المؤمنين وبرر لهم ان اذا فعلوا الكبائر لن يخلدوا في جهنم وقد يعفو الله عنهم زورا من الطحاوي وبهتانا والله تعالي القائل {{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ/سةرة البقرة

 

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)/سورة ال عمران }} 

ثم يفتري علي الله فيقول علي كل من مات مصرا علي كبيرته

وهم في مشيئته وحكمه: إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله، كما ذكر عز وجل في كتابه: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ).  وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته، وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته، وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته، ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته ؛ الذين خابوا من هدايته، ولم ينالوا من ولايته، اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به.

{{{هكذا تحملا الطحاوي والنووي  اضلال امم وقرون  واهدرو جهاد النبي واصحابه علي مدي 23. سنة وضربوا به عرض الحائط وكذبوا الله ورسوله بسفاهة منقطعة النظير}}}

 

ثم يقول الطحاوي //ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، ونصلي على من مات منهم.

 

ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى.

 

ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد ﷺ إلا من وجب عليه السيف.

وجوب طاعة الأئمة والولاة

 

ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة.

اتباع أهل السنة والجماعة

 

ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة.

 

ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة.

 

ونقول: الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه.

 

ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر، كما جاء في الأثر.

وجوب الحج والجهاد إلى يوم القيامة

 

والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين، برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما.

الإيمان بالملائكة والبرزخ

 

ونؤمن بالكرام الكاتبين، فإن الله قد جعلهم علينا حافظين.

 

ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين، وبعذاب القبر لمن كان له أهلا، وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه، على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله ﷺ، وعن الصحابة رضوان الله عليهم.

 

والقبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.

الإيمان بيوم القيامة وما فيه من المشاهد

 

ونؤمن بالبعث وجزاء الأعمال يوم القيامة، والعرض والحساب، وقراءة الكتاب، والثواب والعقاب، والصراط والميزان.

الإيمان بالجنة والنار

 

والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبدا ولا تبيدان، وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق، وخلق لهما أهلا، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه، وكل يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خلق له.

أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد

 

والخير والشر مقدران على العباد.

 

والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز أن يوصف المخلوق به، فهي مع الفعل، وأما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات فهي قبل الفعل، وبها يتعلق الخطاب، وهو كما قال تعالى: ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).

 

وأفعال العباد خلق الله، وكسب من العباد.

التكليف بما يطاق

 

ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون، ولا يطيقون إلا ما كلفهم، وهو تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله، نقول: لا حيلة لأحد، ولا حركة لأحد، ولا تحول لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله.

 

وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره، غلبت مشيئة المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدا، تقدس عن كل سوء وحين، وتنزه عن كل عيب وشين، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

 

وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات، والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات.

الله هو الغني ونحن الفقراء إليه

 

ويملك كل شيء ولا يملكه شيء، ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين، ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر، وصار من أهل الحين.

 

والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى.

حب أصحاب النبي ﷺ

 

ونحب أصحاب رسول الله ﷺ، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.

 

ونثبت الخلافة بعد رسول الله ﷺ أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون.

 

وأن العشرة الذين سماهم رسول الله ﷺ وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة، على ما شهد لهم رسول الله ﷺ، وقوله الحق، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح ؛ وهو أمين هذه الأمة رضي الله عنهم أجمعين.

 

ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله ﷺ وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس ؛ فقد برئ من النفاق

 

وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل.

الأنبياء أفضل من الأولياء

 

ولا نفضل أحدا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء.

 

ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم.

الإيمان بأشراط الساعة

 

ونؤمن بأشراط الساعة منها: خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها.

لا يجوز تصديق الكهنة والعرافين

 

ولا نصدق كاهنا ولا عرافا، ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

 

ونرى الجماعة حقا وصوابا، والفرقة زيغا وعذابا.

إن الدين عند الله الإسلام

 

ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام، قال الله تعالى: ( إن الدين عند الله الإسلام )، وقال تعالى: (ورضيت لكم الإسلام دينا ).

 

وهو بين الغلو والتقصير، وبين التشبيه والتعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن والإياس.

الخاتمة

 

فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا، ونحن براء إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به، ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة، والمذاهب الردية، مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم؛ من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة، ونحن منهم براء، وهم عندنا ضلال وأردياء، وبالله العصمة.


 

 

                                     

 قلت المدون هذه الصحيفة الثالثة لمجموعة أهل التأويل الذين غيروا بتأويلاتهم وجه دولة الاسلام الحق الي منحني الضياع والذل والهوان وأبعدوها عن جذرها الاصيل المجدر في ربوع الدنيا بعد موت رسول الله صلي الله عليه وسلم   هذه المجموعة التي تسلطت علي نصوص الوعيد والزجر وانتهكت حرمتها قلت المدون ونستعرض  لكل واحد منهم صحيفة تعريف  {}

الطحاوي  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أبو جعفر الطحاوي{{ أحمد بن محمد بن سلامة الأزديّ الطحاوي 

معلومات شخصية صحيفة تعريف  {}

الميلاد (238 هـ) 853 م/مصر

الوفاة (321هـ) 935 م/القاهرة/مواطنة الدولة العباسية

الديانة الإسلام، أهل السنة والجماعة، حنفية

الحياة العملية/تعلم لدى إسماعيل بن يحيى المزني، وأبو زرعة الدمشقي

المهنة مُحَدِّث، وفقيه{اللغات العربيَّة

مجال العمل عقيدة إسلامية، وتاريخ، والفقه، وعلم الحديث

أعمال بارزة العقيدة الطحاوية

الطحاوي (238 - 321هـ، 852 - 933م) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزديّ الطحاوي، فقيه انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر. ولد ونشأ في قرية طحا في المنيا بصعيد مصر، وتفقه على مذهب الشافعيّ، ثم تحول حنفياً، من أشهر كتبه العقيدة الطحاوية.العقيدة الطحاوية ( أشهر كتب المؤلف )

النسب والنشأة  أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي من الحجر بن عمران بن عمرو بن مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قال ابن الأثير: «حجر بن عمران بن عمرو بن عامر منهم أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي». ومن رهطه العلامة عبد الغني بن سعيد بن علي بن بشر بن مروان بن عبد العزيز الأزدي صاحب المؤلفات الشهيرة، قال الحازمي:«حجر بن عمران بن عمرو وعدّ منهم: الإمام أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحجري حافظ المصريين، له المصنفات المعروفة وقال عامتهم بمصر». 

=والطحاوي نسبة إلى بني طاحية من حجر الأزد، وهو من بني طاحية بن سود بن حجر بن عمران، قال ابن القطان الفاسي في قول الهمداني: «أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم، أزدي حجري ينسب إلى طاحية بن سود بن الحجر، قال الهمداني: وطاحية ينسب إليها هكذا الطحاوي»، وقال مرتضى الزبيدي: «وطاحِيَةُ بنُ سود بنِ الحجرِ بنِ عِمْران: أَبو بَطْنٍ مِن الأزْدِ، والنِّسْبةُ إِلَيْهِ الطاحِيُّ والطحاوِيُّ». وذكر ابن يونس المصري إِنَّمَا الطحاوي نسبة إِلَى قرية يقال لها طحا بِمصْر.

= نشأ الطحاوي في أسرة معروفة بالعلم والتُّقى والصلاح، كما كانت ذات نفوذ ومنعة وقوة في صعيد مصر. وكان والده من أهل العلم والأدب والفضل، أما والدته فهي - على الراجح - أخت المزني صاحب الإمام الشافعي، وقد كانت معروفة بالعلم والفقه والصلاح، وقد ذكرها السيوطي فيمن كان في مصر من الفقهاء الشافعية.

= وأخذ عنها العلم عدد من الفقهاء وتتلمذ الطحاوي على يد والدته الفقيهة العالمة الفاضلة، 

 ثم التحق بحلقة الإمام أبي زكريا يحيى بن محمد بن عمروس، والتي تلقَّى فيها مبادئ القراءة والكتابة، واستظهر القرآن الكريم، ثم جلس في حلقة والده، واستمع منه، وأخذ عنه قسطًا من العلم والأدب، ونهل الطحاوي من معين علم خاله (المُزنيِّ)، فاستمع إلى سنن الإمام الشافعي، وإلى علم الحديث ورجاله.

عصره

عاش الطحاوي في العصر العباسي الثاني، وعاصر عشرة من خلفاء بني العباس، حيث ولد في عهد الخليفة المتوكل على الله ( ٢٣٢ - ٢٤٧ هـ ) وتوفي في خلافة القاهر بالله ( ٣٢٠ - ٣٢٢ هـ )، كما عاصر عهد الدولة الطولونية كاملاً الذي بدأ بمؤسسها أحمد بن طولون ( 254 - 270هـ ) وانتهى بشيبان بن أحمد بن طولون سنة ( 292هـ ) حيث عادت الإمارة إلى حظيرة الدولة العباسية في عهد الخليفة أبو أحمد علي المكتفي بالله، وعلى يد القائد محمد بن سليمان الكاتب، كما عاصر الطحاوي أصحاب الكتب الستة وأدرك معظم طبقة خاله المزني، وأكثر الرواية عن النسائي.

شيوخه  

 تخرج على كثير من الشيوخ وأفاد منهم، وقد أربى عددهم على ثلاثمائة شيخ، فقد سمع من هارون بن سعيد الأيلي، وعبد الغني بن رفاعة، ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر الخولاني، وخاله إسماعيل المزني، فقد روى عنه مسند الشافعي، وسليمان بن شعيب الكيساني، ووالده محمد بن سلامة، وإبراهيم بن منقذ، والربيع بن سليمان المُرَادي، وبكار بن قُتيبة، ومقدام بن داوود الرُعيني، وأحمد بن عبد الله بن البرقي، ومحمد بن عقيل الفريابي، ويزيد بن سنان البصري وغيرهم. وكان في أول حياته شافعياً يقرأ على خاله أبي إبراهيم ‌المزني، فقال له يوما: والله لا جاء منك شيء، فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي ‌عمران الحنفي، فلما صنف مختصره، قال: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا لكفر عن يمينه.

تلاميذه

روى عنه خلق منهم: أحمد بن القاسم الخشاب، وأبو الحسن محمد بن أحمد الأخميمي، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقريء، وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد، ومحمد بن بكر بن مطروح، ومحمد بن الحسن ابن عمر التنوخي، ومحمد بن المظفر الحافظ، وغيرهم.

عقيدته ومنهجه

أما منهجه في المذهب وترجيحه للأقوال فإنه يعتبر قدوة ومدرسة في ذلك، فلم يمنعه التزامه بمذهب (أبي حنيفة)النظر في الأدلة والأقوال المخالفة لمذهبه، وترجيح بعضها على بعض بحسب ما يراه راجحاً، وما يتبين له من الحق، وهذا من أمثل المناهج في التفقه والنظر، وذلك لمن حصلت له الأهلية في ذلك.

ثناء العلماء عليه

أثنى على الإمام الطحاوي غير واحد من أهل العلم، والفقه، والحديث، وعلماء الجرح والتعديل. قال ابن يونس المصري في تاريخه : «كان ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلاً، لم يخلف مثله».وقال ابن الجوزي في المنتظم : « الإمام العلامة، الحافظ الكبير، محدّث الديار المصرية وفقيهها».وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: « كان الطحاوي ثبتاً، فقيهاً، عاقلاً» .وقال الصلاح الصفدي في الوافي : «كان ثقة نبيلاً، ثبتاً، فقيهاً، عاقلاً لم يخلف بعده مثله».وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: «الإمام العلامة الحافظ، صاحب التصانيف البديعة».وقال ابن كثير في البداية والنهاية: « الفقيه الحنفي، صاحب التصانيف المفيدة، والفوائد الغزيرة، وهو أحد الثقات الأثبات، والحفاظ الجهابذةوقال ابن الأثير في اللباب : «كان إماماً، فقيهاً من الحنفيين، وكان ثقة ثبتاً ».

مصنفاته

أما تصانيفه فقد كانت غاية في التحقيق، وحوت من الفوائد وحسن العرض والتصنيف ما جعلها جديرة بالاهتمام منها: - العقيدة الطحاوية: والتي قال عنها تاج الدين السبكي: (جمهور المذاهب الأربعة على الحق يقرؤون عقيدة الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول).- معين الأمة على معرفة الوفاق والخلاف بين الأئمة.

- بيان السنة والجماعة في العقيدة.

- حكم أراضي مكة المكرمة.

- شرح الجامع الصغير والكبير للشيباني في الفروع.

- عقود المرجان في مناقب أبي حنيفة النعمان.

- الفرائض.

- قسمة الفيء والغنائم.

- كتاب التاريخ.

- كتاب التسوية بين حدثنا وأخبرنا.

- الشروط الصغير.

- الشروط الكبير.

- المحاضرات والسجلات.

- المختصر في الفروع.

- نقد المدلسين على الكرابيسي.

- اختلاف الروايات علي مذهب الكوفيين.

- شرح مشكل الآثار.

- شرح معاني الآثار.

وله كتب مفقودة منها : - أحكام القِران (بكسر القاف) نقله الإمام النووي عن القاضي عياض .- مناقب أبي حنيفة.- كتاب الأشربة.- التاريخ الكبير.- حكم أرض مكة.- كتاب الفرائض.- النحل وأحكامها وصفاتها وأجناسها وما ورد فيها من خبر .- النوادر الفقهية.- الوصايا.== 

' متن العقيدة الطحاوية 

المقدمة 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله رب العالمين

قال   أبو جعفر الوراق الطحاوي بمصر رحمه الله: هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين؛ وما يعتقدون من أصول الدين، ويدينون به رب العالمين.

 

تحقيق وتدقيق: فضيلة الشيخ حسين سعد فقرا

الإيمان بالله تعالى 

نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره.

 

قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يريد.

 

لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام، حي لا يموت، قيوم لا ينام.

 

خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة.

 

ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته{{|}}، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا

 

ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري.

 

له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالقية ولا مخلوق.

 

وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.

 

ذلك بأنه على كل شيء قدير، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، لا يحتاج إلى شيء، (ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير

 

خلق الخلق بعلمه، وقدر لهم أقدارا، وضرب لهم آجالا.

 

لم يخفَ عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته.

 

وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن.

 

يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء، ويخذل ويبتلي عدلا، وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله.

 

وهو متعال عن الأضداد والأنداد، لا رادَّ لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.

 

آمنا بذلك كله، وأيقنا أن كلا من عنده.

الإيمان بنبوة النبي محمد ﷺ

 

وأن محمدا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، وأنه خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين، وكل دعوى النبوة بعده فغَيٌّ وهوى، وهو المبعوث إلى عامة الجن، وكافة الورى، بالحق والهدى، وبالنور والضياء.

الإيمان بالقرآن الكريم 

وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه، وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر)، فلما أوعد الله بسقر لمن قال: (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر.

كفر من قال بالتشبيه 

ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر.

رؤية الله حق 

والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )، وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعَلِمَه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول ﷺ فهو كما قال، ومعناه على ما أراد لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سلم في دينه إلا من سلَّم لله عز وجل ولرسوله ﷺ، ورَدَّ عِلْم ما اشتبه عليه إلى عالمه

ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام عِلْمَ ما حُظِر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان، فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار، موسوسا تائها، زائغا شاكا، لا مؤمنا مصدقا، ولا جاحدا مكذبا

ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم، أو تأولها بفهم، إذا كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم، وعليه دين المسلمين

ومن لم يتوَقَّ النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه، فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية، منعوت بنعوت الفردانية، ليس في معناه أحد من البرية

وتعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات.

الإيمان بالإسراء والمعراج 

والمعراج حق، وقد أسرى بالنبي ﷺ، وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا، وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، (ما كذب الفؤاد ما رأى ) فﷺ في الآخرة والأولى.

الإيمان بالحوض والشفاعة والميثاق 

والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثا لأمته حق.

 

والشفاعة التي ادخرها لهم حق، كما روي في الأخبار.

 

والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق.

الإيمان بعلم الله 

وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جملة واحدة، فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه، وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه، وكلٌّ ميسر لما خلق له.

الأعمال بالخواتيم 

والأعمال بالخواتيم، والسعيد من سعد بقضاء الله، والشقي من شقي بقضاء الله.

الإيمان بالقضاء والقدر 

وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال الله تعالى في كتابه: ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) فمن سأل: لِمَ فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين.

 

فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم؛ لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود، فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر، ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود.

 

ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قد رقم، فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه.

 

وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما، ليس فيه ناقض ولا معقب، ولا مزيل ولا مغير، ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة، والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )، وقال تعالى: (وكان أمر الله قدرا مقدورا ) فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سقيما، لقد التمس بوهمه في محض الغيب سرا كتيما، وعاد بما قال فيه أفاكا أثيما.

الإيمان بالعرش والكرسي

 

والعرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.

الإيمان بالملائكة والنبيين والكتب السماوية

 

ونقول إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم الله موسى تكليما، إيمانا وتصديقا وتسليما.

 

ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين، ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين.

 

ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي ﷺ معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين.

حرمة الخوض في ذات الله والجدال في دين الله وقرآنه

 

ولا نخوض في الله، ولا نماري في دين الله، ولا نجادل في القرآن، ونشهد أنه كلام رب العالمين، نزل به الروح الأمين، فعلمه سيد المرسلين، محمدا ﷺ، وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين، ولا نقول بخلقه، ولا نخالف جماعة المسلمين.

الرد على المرجئة 

وَلاَ نُكَفِّرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ بِذَنْبٍ مَا لَمْ يَسْتَحِلَّهُ، ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله، نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم، ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم ولا نقنِّطهم

والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة

ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه.

تعريف الإيمان

 

والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان.

 

وجميع ما صح عن رسول الله ﷺ من الشرع والبيان كله. حق

 

والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى.

 

والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن.

 

والإيمان: هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره من الله تعالى.

 

ونحن مؤمنون بذلك كله، لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاؤوا به.

أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون في النار 

وأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ في النارلا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم يكونوا تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين مؤمنين.

 

وهم في مشيئته وحكمه: إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله، كما ذكر عز وجل في كتابه: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ).

 

وإن شاء عذبهم في النار بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته، وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يبعثهم إلى جنته، وذلك بأن الله تعالى تولى أهل معرفته، ولم يجعلهم في الدارين كأهل نكرته ؛ الذين خابوا من هدايته، ولم ينالوا من ولايته، اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به.

 

ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، ونصلي على من مات منهم.

 

ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى.

 

ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد ﷺ إلا من وجب عليه السيف.

وجوب طاعة الأئمة والولاة

 

ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة.

اتباع أهل السنة والجماعة

 

ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة.

 

ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة.

 

ونقول: الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه.

 

ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر، كما جاء في الأثر.

وجوب الحج والجهاد إلى يوم القيامة

 

والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين، برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما.

الإيمان بالملائكة والبرزخ

 

ونؤمن بالكرام الكاتبين، فإن الله قد جعلهم علينا حافظين.

 

ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين، وبعذاب القبر لمن كان له أهلا، وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه، على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله ﷺ، وعن الصحابة رضوان الله عليهم.

 

والقبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.

الإيمان بيوم القيامة وما فيه من المشاهد

 

ونؤمن بالبعث وجزاء الأعمال يوم القيامة، والعرض والحساب، وقراءة الكتاب، والثواب والعقاب، والصراط والميزان.

الإيمان بالجنة والنار

 

والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبدا ولا تبيدان، وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق، وخلق لهما أهلا، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه، وكل يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خلق له.

أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد

 

والخير والشر مقدران على العباد.

 

والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز أن يوصف المخلوق به، فهي مع الفعل، وأما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات فهي قبل الفعل، وبها يتعلق الخطاب، وهو كما قال تعالى: ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).

 

وأفعال العباد خلق الله، وكسب من العباد.

التكليف بما يطاق

 

ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون، ولا يطيقون إلا ما كلفهم، وهو تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله، نقول: لا حيلة لأحد، ولا حركة لأحد، ولا تحول لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله.

 

وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره، غلبت مشيئة المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدا، تقدس عن كل سوء وحين، وتنزه عن كل عيب وشين، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

 

وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات، والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات.

الله هو الغني ونحن الفقراء إليه

 

ويملك كل شيء ولا يملكه شيء، ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين، ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر، وصار من أهل الحين.

 

والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى.

حب أصحاب النبي ﷺ

 

ونحب أصحاب رسول الله ﷺ، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.

 

ونثبت الخلافة بعد رسول الله ﷺ أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون.

 

وأن العشرة الذين سماهم رسول الله ﷺ وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة، على ما شهد لهم رسول الله ﷺ، وقوله الحق، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح ؛ وهو أمين هذه الأمة رضي الله عنهم أجمعين.

 

ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله ﷺ وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس ؛ فقد برئ من النفاق

 

وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل.

الأنبياء أفضل من الأولياء

ولا نفضل أحدا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء.

 

ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم.

الإيمان بأشراط الساعة

 

ونؤمن بأشراط الساعة منها: خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها.

لا يجوز تصديق الكهنة والعرافين

 

ولا نصدق كاهنا ولا عرافا، ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

 

ونرى الجماعة حقا وصوابا، والفرقة زيغا وعذابا.

إن الدين عند الله الإسلام

 

ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام، قال الله تعالى: ( إن الدين عند الله الإسلام )، وقال تعالى: (ورضيت لكم الإسلام دينا ).

 

وهو بين الغلو والتقصير، وبين التشبيه والتعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن والإياس.

الخاتمة

 

فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا، ونحن براء إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به، ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة، والمذاهب الردية، مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم؛ من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة، ونحن منهم براء، وهم عندنا ضلال وأردياء، وبالله العصمة

 

اسلام صيحي

مسار تشريع الطلاق في العهدين المكي والمدني

بسم الله الرحمن الرحيم

مسار تشريع الطلاق في العهدين المكي 

والمدني

أخذ تشريع الطلاق دربين متتابعين واحد بعد الاخر

2=كان الطلاق في العهد المكي لا حاجة لتشريع مخصص لانعدام تواجد حالات تدعو اليه فكان الكل مشغول بالدعوة الي دين التوحيد ومقاومة عذاب الكفار للمؤمنين الداخلين في الاسلام زمرة بعد زمرة وواحد بعد واحد

3. مضي العهد المكي دون تنزيل لاي تشريع للطلاق لعدم وجود حاجة الي ذلك  اللهم الا التنزيل الآمر بتوحيد الله وضرورة طاعته والتكليف بقوانين القتال والجهاد وتأميل المؤمنين وتحفيزهم علي الثبات في المعارك والتسابق لنصرة الاسلام بكل وسيلة بالنفس والمال وعوتهم للصبر والمرابطة والعفو وحسن الدعوة وووو

4.ولما أصبح للمسلمين  كيان ودولة بدأت تلوح بجانب الانشغال بالغزوات ونشر الاسلام حاجة المسلمين لتشريع يضبط ايقاع التعامل الزوجي بين الزوجين خاصة في ظلال الغياب والانشغال بالغزو ونشر انوار الاسلام في ربوع الجزيرة العربية وأجوارها مثل اليمن ودول ما يسمي اليوم بدول الخليج وامتدت الفتوج الي بعض بلاد فارس والروم

5.وبدأ الوحي يتتابع علي نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم مبتدئا بسورة البقرة 1و2هـ  يحدد العلائق في التعاملات البشرية عل كل الأصعدة ويرسب التشريعات الاساسية التي ستؤسس عليها كل المعاملات المالية والاجتماعية والعسكرية والسياسية وغيرها

6.أما بالنسبة لشريعات الطلاق فقد بدأها الله الباري بتشريع الايلاء المؤدي للطلاق وشيك هذا بقسط وافر من تشريعات الطلاق لا اقول كل الوفرة لكن تنزيل التشريع علي قدر الحاجة اليه

7.فأنزل الله الباري هذه التشريعات في  أول العهد المدني محصورة في قاعدة تنبثق منها سائر تشريعات هذه الحقبة حيث أسس لمن يقدم علي تطليق امرأته أن تعتَدَّ بعد تلفظه بالطلاق عليها

8.وكلف كل من بادر بالتلفظ بلفظ الطلاق او ما يقوم مقامه شرعا ان يخرج مطلقته لتعتد في بيت وليها او عند ابن ام مكتوم لمن ليس لها ولي

9.وكانت العدة لا تغني عن وقوع الطلاق فقد وقع بتسرع الزوج به وصارا غريبين لمجرد التلفظ بالطلاق

10. ولزم تمرير مدة زمنية علي المرأة المطلقة لاستبراء رحمها من اي حمل يمكن ان يظهر بعد طلاقها

11.كانت المرأة تحمل عبأ استبراء رحمها بنفسها والزوج الذي اطلق قيفة الطلاق وأوقع زوجنه في بئر الفراق بكلمة طالق-- ليس يتحمل أي عبأ لا من نفقة ولا من مسكن لانه لم يتنزل في هذه الفترة تشريعا بذلك وسورة البقرة والاحزاب خلوا من أي تشريع فيه نفقة او مسكن حتي قبل تنزيل اخر أحكام الطلاق في تشريعات الطلاق المنسقة إلهيا في سورة الطلاق 5هـ

12.كانت تشريعات طلاق سورة البقرة 2هـ تعتبر نقلة تدريجية شرعها الله الباري يمهد بها نفوس المتسرعين وتالفي الاعصاب وسريعي الغضب ينقلهم بها من التشريع الابتدائي هذا والتدريجي الذي تميز بكونه خطوة أكثرها غير مُحكم الي أحكم تشريع منزل علي البداء من اوله الي آخره في سورة الطلاق5هـ  في العهد المدني بالسنة الخامسة او السادسة للهجرة

13.أراد الله العليم الخبير أن يُحكم تشريعه {إكمالا وإحكاما ونهايةً} جل وعلا بصورة غاية في الإحكام بعيدة كل البعد من قريب أو بعيد عن النقص أو التشابه او الخلاف أو الاختلاف فأنزل سورة الطلاق5هـ  لتتضمن قلب قاعدة التطليق وتبديل موقعي العدة بالطلاق والطلاق بالعدة وضَمن لذلك مجموعة احترازات ضمَّنها فرضا وتكليفا سورة  الطلاق5هـ لم توجد في سورة البقرة2هـ او سورة الاحزاب حوالي 3هـ  ونتج عن هذا التبديل الإلهي تعاليات غاية في الرحمة واللطف والخبرة والتقارب بينهما ووالتريث ومعالجة كل آفات الأزواج من غضب وتخبيب وتهور وتسرع كان ينتج عنها فيما مضي ايام سريان احكام سورة البقرة التفريق بكلمة بل واكمل الباري النقص الموجود في سورة البقرة2هـ  كالعدد والنفقة والسكني حكم اولات الاحمال وذوات الحيض وسائر ما كان من احكام يشوبها طابع التسرع وتمكن الضغينة بين الازواج اما بفعل خواص نفوس بعض الازواج او بحكم التخبيب الخارجي بينهما وبسط الله مدة بين الزوجين وبين التلفظ بالطلاق فرض إحصائها علي الزوجين دفع الله بها بين الزوجين وجوبا وقبل تلفظ الزوج بالطلاق ليزداد تلاحمهما وإبتعاد عن اي ضغائن تخبيبية من الخارج او الداخل ومدَّدَ الله الباري في هذه العدة في الكم والكيف فأما الكم فأضاق للعدد عدة اللائي لا يحضن كاليائسة او الصغبرة او المرضعة لوليدها  وأضاف نوعا آخر من العدد التي لم تتضمنها احكام طلاق سورة البقرة هي عدة أولات الأحمال ومدد عدة ذوات الحيض من سورة البقرة وأدخلها في سورة الطلاق بحرف واحد بدأ به الكلام عن العدد هو حرف العطف {{{و}}} لكن بشرط سورة الطلاق ان تطلق الزوجة بدلا في آخر العدة  وأما الكيف فجعل الله الباري التلفظ في دُبُرها وبعد انقضاء الحيضة الثالثة والدخول في الطهر الثالث  إذ هنا وهنا فقط يسمح الله الباري بالتلفظ ليحل الفراق بدل الوئام والتفريق بدل الزواج

14.وهنا تتجَلَّي رحمة الله ان سمح للزوج ان يتراجع عن قراره وينكص عن تحقيقه دون ملامة ولا مؤاخذة فيمكن للزوج ان يمسك زوجته ويفض اجراءات العدة ويعود بها الي مضجعه بكامل كفاءته كزوج لان الله حرز التلفظ بالطلاق الي خلف حائل العدة الخلفي وسمح للزوج ان لا يطلق ان أراد أو يطلق فيتفرقا

15.وفي كلتا الحالتي يجب الاشهاد علي النكوص والعودة للبيت او علي التفريق وخروج الزوجة كمطلقة لترجع الي وليها

16.علي ان مميزات السكني والنفقة في أثناء عدة الاحصاء لازمة للزوجة كزوجة لم تطلق ولن تطلق الا بعد انتهاء عدة الإحصاء

17.فبعد وقوع الطلاق في نهاية العدة بالنسبة لأولات الأحمال يستجد مشكلة إرضاع الوليد

18. مرحلة ما بعد الطلاق كبف هي وتشريعها :

 

 

 

الاساس ال

الاثنين، 23 أكتوبر 2023

فصل فيما ورد في صفة خلق العرش والكرسي **

   

البداية والنهاية

ابن كثير - إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي

1

جزء التالي صفحة 

[ ص: 15 ] فصل فيما ورد في صفة خلق العرش والكرسي

 

قال الله تعالى : رفيع الدرجات ذو العرش [ غافر : 15 ] . وقال تعالى : فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم [ المؤمنون : 116 ] . وقال الله : لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ النمل : 26 ] . وقال : وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد [ البروج : 14 ] . وقال تعالى : الرحمن على العرش استوى [ طه : 5 ] . وقال : ثم استوى على العرش [ الأعراف : 54 ] . في غير ما آية من القرآن وقال تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [ غافر : 7 ] . وقال تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] . وقال تعالى : وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين [ الزمر : 75 ] . وفي الدعاء المروي في الصحيح في دعاء الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم . وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا يحيى بن العلاء ، عن عمه شعيب بن [ ص: 16 ] خالد ، حدثني سماك بن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن عباس بن عبد المطلب ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذا قال قلنا : السحاب قال : والمزن قال : قلنا : والمزن قال : والعنان قال : فسكتنا فقال : هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله فوق ذلك ، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء . هذا لفظ الإمام أحمد ورواه أبو داود ، وابن ماجه ، والترمذي من حديث سماك بإسناده نحوه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وروى شريك بعض هذا الحديث عن سماك ووقفه . ولفظ أبي داود : [ ص: 17 ] وهل تدرون بعد ما بين السماء والأرض ؟ قالوا : لا ندري . قال : بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاثة وسبعون سنة . والباقي نحوه . وقال أبو داود : حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، وأحمد بن سعيد الرباطي ، قالوا : حدثنا وهب بن جرير قال أحمد : كتبناه من نسخته وهذا لفظه قال : حدثنا أبي قال : سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عقبة ، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس ، وجاعت العيال ، ونهكت الأموال ، وهلكت الأنعام ، فاستسق الله لنا ، فإنا نستشفع بك على الله ، ونستشفع بالله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك أتدري ما تقول ؟ ! وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ، ثم قال ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ، ويحك أتدري ما الله ؟ إن عرشه على سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب . قال ابن بشار في حديثه : " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته " . وساق الحديث وقال عبد الأعلى ، وابن المثنى ، وابن بشار ، عن يعقوب بن عقبة ، وجبير بن محمد بن جبير ، عن أبيه ، عن [ ص: 18 ] جده . والحديث بإسناد أحمد بن سعيد ، هو الصحيح ، وافقه عليه جماعة منهم ; يحيى بن معين ، وعلي بن المديني . ورواه جماعة منهم عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا ، وكان سماع عبد الأعلى ، وابن المثنى ، وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني . تفرد بإخراجها أبو داود . وقد صنف الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي جزءا في الرد على هذا الحديث سماه ب ( بيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط ) واستفرغ وسعه في الطعن على محمد بن إسحاق بن يسار راويه ، وذكر كلام الناس فيه ، ولكن قد روي هذا اللفظ من طريق أخرى ، عن غير محمد بن إسحاق ، فرواه عبد بن حميد ، وابن جرير في تفسيريهما ، وابن أبي عاصم ، والطبراني في كتابي السنة لهما ، والبزار في مسنده ، والحافظ الضياء المقدسي في مختاراته من طريق أبي إسحاق السبيعي ، عن عبد الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة . قال : فعظم الرب تبارك وتعالى وقال : إن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من ثقله . عبد الله بن خليفة هذا ليس بذاك المشهور ، وفي سماعه من عمر نظر ، ثم منهم من يرويه موقوفا ومرسلا ، ومنهم من يزيد فيه زيادة غريبة . والله أعلم .

 

[ ص: 19 ] وثبت في صحيح البخاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ; فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن . يروى : وفوقه بالفتح على الظرفية ، وبالضم قال شيخنا الحافظ المزي : وهو أحسن . أي : وأعلاها عرش الرحمن ، وقد جاء في بعض الآثار : أن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش ، وهو تسبيحه وتعظيمه ، وما ذاك إلا لقربهم منه ، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ . وذكر الحافظ ابن الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب صفة العرش عن بعض السلف : أن العرش مخلوق من ياقوتة حمراء ، بعد ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة . وذكرنا عند قوله تعالى : تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ المعارج : 4 ] . أنه بعد ما بين العرش إلى الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة ، وأن اتساعه خمسون ألف سنة . وقد ذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهة ، وربما سموه الفلك التاسع والفلك الأطلس والأثير . وهذا ليس بجيد لأنه قد ثبت في الشرع [ ص: 20 ] أن له قوائم تحمله الملائكة ، والفلك لا يكون له قوائم ولا يحمل ، وأيضا فإنه فوق الجنة ، والجنة فوق السماوات ، وفيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فالبعد الذي بينه وبين الكرسي ليس هو نسبة فلك إلى فلك ، وأيضا فإن العرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك كما قال تعالى : ولها عرش عظيم [ النمل : 23 ] . وليس هو فلكا ، ولا تفهم منه العرب ذلك ، والقرآن إنما نزل بلغة العرب فهو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة ، وهو كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات . قال الله تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا [ غافر : 7 ] . وقد تقدم في حديث الأوعال أنهم ثمانية ، وفوق ظهورهن العرش ، وقال تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] .

 

وقال شهر بن حوشب : حملة العرش ثمانية : أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على حلمك بعد علمك ، وأربعة يقولون سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك . فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن محمد هو أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أمية بن أبي الصلت في شيء من [ ص: 21 ] شعره فقال :

 

رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد

 

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق فقال :

 

والشمس تطلع كل آخر ليلة     حمراء يصبح لونها يتورد

ليست بطالعة لهم في رسلها     إلا معذبة وإلا تجلد

 

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق . فإنه حديث صحيح الإسناد رجاله ثقات ، وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة ، فيعارضه حديث الأوعال اللهم إلا أن يقال : إن إثبات هؤلاء الأربعة على هذه الصفات لا ينفي ما عداهم ، والله أعلم .

 

ومن شعر أمية بن أبي الصلت في العرش قوله :

 

مجدوا الله فهو للمجد أهل     ربنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء العالي الذي بهر الناس     وسوى فوق السماء سريرا

شرجعا لا يناله بصر العين     ترى حوله الملائك صورا

 

 

[ ص: 22 ] صور جمع أصور ، وهو المائل العنق لنظره إلى العلو ، والشرجع هو العالي المنيف ، والسرير هو العرش في اللغة ، ومن شعر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه الذي عرض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته :

 

شهدت بأن وعد الله حق     وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف     وفوق العرش رب العالمينا

وتحمله ملائكة كرام     ملائكة الإله مسومينا

 

 

ذكره ابن عبد البر ، وغير واحد من الأئمة ، وقال أبو داود : ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام . ورواه ابن أبي حاتم ، ولفظه مخفق الطير سبعمائة عام .

 

[ ص: 23 ] وأما الكرسي : فروى ابن جرير من طريق جويبر وهو ضعيف عن الحسن البصري أنه كان يقول : الكرسي هو العرش . وهذا لا يصح عن الحسن بل الصحيح عنه وعن غيره من الصحابة والتابعين أن الكرسي غير العرش ، وعن ابن عباس ، وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله تعالى : وسع كرسيه السماوات والأرض [ البقرة : 255 ] . أي علمه ، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه ، وقال : إنه على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه من طريق سفيان الثوري ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل ، وقد رواه شجاع بن مخلد الفلاس في تفسيره عن أبي عاصم النبيل ، عن الثوري فجعله مرفوعا ، والصواب أنه موقوف على ابن عباس ، وحكاه ابن جرير ، عن أبي موسى الأشعري ، والضحاك بن مزاحم ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير ، ومسلم البطين ، وقال السدي عن أبي مالك : الكرسي تحت العرش ، وقال السدي : السماوات والأرض في جوف الكرسي ، والكرسي بين يدي [ ص: 24 ] العرش . وروى ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : لو أن السماوات السبع والأرضين السبع بسطن ، ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة ، وقال ابن جرير : حدثني يونس ، حدثنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : حدثني أبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس . قال : وقال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض . أول الحديث مرسل . وعن أبي ذر منقطع . وقد روي عنه من طريق أخرى موصولا ، فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره : أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أنبأنا عبد الله بن وهيب الغزي أنا محمد بن أبي السري ، أنا محمد بن عبد الله التميمي ، عن القاسم بن محمد الثقفي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر الغفاري ; أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وإن فضل العرش على الكرسي [ ص: 25 ] كفضل الفلاة على تلك الحلقة . وقال ابن جرير في تاريخه حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس عن قوله عز وجل : وكان عرشه على الماء [ هود : 7 ] . على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح قال : والسماوات والأرضون وكل ما فيهن من شيء تحيط بها البحار ، ويحيط بذلك كله الهيكل ، ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسي . وروى عن وهب بن منبه نحوه ، وفسر وهب الهيكل فقال : شيء من أطراف السماوات محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط .

 

وقد زعم بعض من ينتسب إلى علم الهيئة أن الكرسي عبارة عن الفلك الثامن الذي يسمونه فلك الكواكب الثوابت ، وفيما زعموه نظر ; لأنه قد ثبت أنه أعظم من السماوات السبع بشيء كثير ، كما ورد به الحديث المتقدم أن نسبتها إليه كنسبة حلقة ملقاة بأرض فلاة ، وهذا ليس نسبة فلك إلى فلك ، فإن قال قائلهم : نحن نعترف بذلك ونسميه مع ذلك فلكا فنقول الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك ، وإنما هو كما قال غير واحد من السلف : إن الكرسي بين يدي العرش كالمرقاة إليه . ومثل هذا لا يكون فلكا . ومن زعم منهم أن الكواكب الثوابت مرصعة فيه فقد قال ما لا يعلم ، ولا دليل لهم عليه هذا مع اختلافهم في ذلك أيضا كما هو مقرر في كتبهم ، والله أعلم .

 

مشروع رصد